jeudi 11 septembre 2008




التعليم الإلكتروني
مفهومة..خصائصه...فوائدة..عوائقه..
ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مدرسة المستقبل في الفترة 16-17/8/1423هـ جامعة الملك سعود





إعداد الدكتور
عبدالله بن عبدالعزيز الموسى
عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التعليم الإلكتروني
مفهومة..خصائصه...فوائدة..عوائقه..
ورقة عمل مقدمة إلى ندوة مدرسة المستقبل في الفترة 16-17/8/1423هـ جامعة الملك سعود
إعداد الدكتور
عبدالله بن عبدالعزيز الموسى ، عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات جامعة الإمام محمد بن سعود
ملخص
خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي ولا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، بل أخذ يأخذ أشكالا عدة فمن الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم وأخيراً ظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. كما أن هناك خصائص ومزايا لهذا النوع من التعليم وتبز أهم المزايا والفوائد في اختصار الوقت والجهد والتكفه إضافة إلى إمكانية الحاسب في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابه، لا تعتمد على المكان أو الزمان.
ورغم تلك الأهمية لهذا النوع من التعليم والنتائج الأولية التي أثبتت نجاح ذلك إلا إن الاستخدام لازال في بداياته حيث يواجه هذا التعليم بعض العقبات والتحديات سواءً أكانت تقنية تتمثل بعدم اعتماد معيار موحد لصياغة المحتوى أم فنية وتتمثل في الخصوصية والقدرة على الأختراق أو تربوية وتتمثل في عدم مشاركة التربويين في صناعة هذا النوع من التعليم.
لقد هدفت هذه الورقة إلى معرفة مفهوم التعليم الإلكتروني وكذلك خصائص التعليم في المجتمع الفضائي وكذلك التطرق إلى فوائد ومزايا التعليم الإلكتروني وأخيرا العوائق التي تقف أمامه، وخلصت الورقة إلى مايلي:
1. التعبئة الإجتماعية لدى أفراد المجتمع للتفاعل مع هذا النوع من التعليم.
2. ضرورة مساهمة التربويين في صناعة هذا التعليم.
3. ضرورة توفير البنية التحتيه لهذا النوع من التعليم والتي تتمثل في إعداد الكوادر البشرية المدربة وكذلك توفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد على نقل هذا التعليم من مكان لآخر.
4. وضع برامج لتدريب الطلاب والمعلمين والإداريين للاستفادة القصوى من التقنية.
5. انتاج البرامج اللازمة لهذا التعليم.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلبة وحثهم على تبادل الآراء والخبرات. وتعتبر تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب الآلي والإنترنت ومايلحق بهما من وسائط متعددة من أنجح الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية، حيث يمكن العمل في مشاريع تعاونية بين مدارس مختلفة، ويمكن للطلبة أن يطوروا معرفتهم بمواضيع تهمهم من خلال الاتصال بزملاء وخبراء لهم نفس الاهتمامات. وتقع على الطلبة مسؤولية البحث عن المعلومات وصياغتها مما ينمي مهارات التفكير لديهم. كما أن الاتصال عبر الإنترنت ينمي مهارات الكتابة ومهارات اللغة الإنجليزية حيث تزود الإنترنت الطلبة والمعلمين على حد سواء بالنصوص المكتوبة باللغة الإنجليزية في شتى المواضيع ومختلف المستويات. أما بالنسبة للمعلمين فإن الاتصال بالشبكة العالمية تمكن المعلم من الوصول إلى خبرات وتجارب تعليمية يصعب الوصول إليها بطرق أخرى. وتكمن قوة الإنترنت في قدرتها على الربط بين الأشخاص عبر مسافات هائلة وبين مصادر معلوماتية متباينة، فاستخدام هذه التكنولوجيا تزيد من فرص التعليم وتمتد بها إلى مدى أبعد من نطاق المدارس، وهذا ماعرف بمسمى التعليم الإلكتروني الذي يعد من أهم ميزات مدرسة المستقبل.
نعم لقد طرأت مؤخرا تغييرات واسعة على مجال التعليم. وبدأ سوق العمل، من خلال حاجاته لمهارات ومؤهلات جديدة يفرض توجهات واختصاصات مستحدثة تلبي حاجات الاقتصاد الجديد. لذا فإن المناهج التعليمية خضعت هي الأخرى لإعادة نظر لتواكب المتطلبات الحديثة والتقنيات المتاحة، مثل التعليم الإلكتروني والتعليم المباشر الذي يعتمد على الإنترنت. لكن مجال التعليم الإلكتروني وحلوله لن تكون ناجحة إذا افتقرت لعوامل أساسية من عناصر تتوفر في التعليم التقليدي الحالي، فهذا الأخير يحقق الكثير من المهام بصورة غير مباشرة أو غير مرئية بالنسبة لعابر السبيل الذي يرى أن تقنية الإنترنت ستقلب كل الموازين بدون الإطلاع على كنه العملية التربوية بصورة عميقة. حيث يشكل دوام الطلاب للمدارس وحضورهم الجماعي أمراً هاما يغرس قيما تربوية بصورة غير مباشرة ويعزز أهمية العمل المشترك كفريق واحد.
وتتفاوت اختصاصات مؤسسات التعلم الإلكتروني بين مجموعة متنوعة من الخدمات، مثل الحصول على شهادة الماجستير بشكل مباشر عبر الإنترنت، أو منح الشهادات التقنية للمبرمجين والمتخصصين في مجال تقنية المعلومات وغير ذلك من المزايا الرائعة، حيث تقوم بدورها بالإجراءات اللازمة وتوفير المعايير المطلوبة لطرح برامج معترف بها للدارسة عن بعد.
ووفقاً لبعض الدارسات والأبحاث المتخصصة، تبين أن نسبة 48% من المعاهد والجامعات التقليدية كانت قد طرحت مناهجها بشكل مباشر على الإنترنت في العام 1998، في حين ارتفعت النسبة إلى 70 % في العام 2000، وفي المقابل هنالك جامعات لا تقدم خدماتها ومناهجها سوى عن طريق الإنترنت مثل جامعة إنجل وودEnglewood وكولو Colo و كابيلا
ومن المتوقع أن تحقق صناعة التعلم الإلكتروني المباشر عبر الإنترنت نمواً كبيراً من 6.3 مليار دولار في العام 2002 إلى أكثر من 23 مليار دولار في العام 2004، وذلك حسبما أظهرته الدراسات التي قامت بها مجموعة آي دي سي لأبحاث السوق، مستندة بذلك على التطور الكبير في قطاع الأعمال الإلكترونية وازدياد الطلب على المحترفين والمتخصصين. ومن جهتها تقوم كل من أوراكل وساب وغيرهما من الشركات المنتجة للبرامج بالانضمام لهذا القطاع الهام وتصميم المنتجات المناسبة له.

مشكلة الدراسة؟
تمر المؤسسات التعليمية في الوقت الحاضر في مرحلة تحول جذري يعود إلى الضغوط الاقتصادية والتكاليف الضخمة من جهة وإلى عالم الأعمال من جهة أخرى ، والاختلاف الكبير بين الطلاب الذين يختارون الحضور للمدارس أو التعلم من بعد هو أيضاً من عوامل ذلك التحول ، وبالرغم من كل ذلك ما زالت الكليات والمدارس تجذب أعداداً من الطلاب إلى مدرجاتها لتلقي التعليم .
لقد اتجهت مؤسسات التعليم وخاصة العالي مع الازدياد المتكرر للطلاب لاستعمال الإنترنت في تسليم المقررات للطلاب في الأماكن البعيدة . وكذلك شجعت تسليم المقررات للطلاب في حرم المؤسسة التعليمية أيضا. حيث رأت بعض المؤسسات التعليمية أن هذه الطريقة وسيلة لجذب الطلاب الذين ليس بإمكانهم الحضور إلى مباني الجامعة ، بينما ترى معاهد أخرى بأنها وسيلة لتلبية احتياجات نوعية جديدة للطلاب .
نعم لقد أحست مؤسسات التعليم – في الوقت الحالي- بالضغوط الاقتصادية لذا اتجهت إلى ضبط التكاليف ، تحسين الجودة ، التركيز مباشرة على حاجات الزبون والاستجابة لضغوط المنافسة ، حيث وجدت أن تقنية المعلومات IT ـ Information Technology لديها القدرة على حل معظم هذه المشاكل ، فيمكنها أن تغير دور الطالب والكلية أيضاً ، فتيسر وتركز على المتعلم ، كما توفر المال من خلال عملية الرقي بالعمل ، وزيادة التركيز على محتويات المنهج .
مع ازدياد استعمال التقنيات الحديثة ، تقبل كل من الكليات والطلاب على حد سواء التغيرات التي حدثت في بيئة التعليم . فالمقررات والدرجات العلمية أصبحت متوفرة على الإنترنت ، وتم إنشاء المدارس و الجامعات والمكتبات الإفتراضية ، فباستطاعة الطالب التقديم والتسجيل والالتحاق بالجامعة ، وشراء المراجع والكتب وحضور المحاضرات من غير تسجيل أي زيارة فعلية لمباني الجامعة ، فعدد من التخصصات والبرامج التعليمية تم تطويرها وذلك ليتم التفاعل بينها وبين الطلاب وهذا النوع يسمى بالتعليم بمساعدة الحاسب ، بعض البرامج الأخرى أكثر تفاعلاً حيث تسمح للطلاب بإرسال آرائهم وتعليقاتهم لساحات النقاش وذلك عن طريق المواقع على شبكة الإنترنت وهذا النوع يسمى بالنقاش اللامتزامن فالمشارك في هذا النوع يقرأ ويعلق على الموضوع المطروح للنقاش عندما تتاح له الفرصة بذلك في أوقات فراغه ، هناك نوع آخر من التعليم هو التعليم الفوري أو المتزامن والذي يستخدم النقاش الفوري أو الدردشة ، فهناك المشاركين يمكنهم التفاعل والنقاش فيما بينهم وفي وقت واحد وحقيقي . بغض النظر عن الطريقة المستخدمة للتعليم ، فالتحول يجب أن يتم من قاعات الدرس التقليدية إلى قاعات الدرس عبر الفضاء المعلوماتي Cyperspace. وهذا هو مستقبل التعليم وهو مايسمى بالتعليم الإلكتروني، ولذا فإن هذه الدراسة تحاول الإجابة على السؤال التالي:
ما مفهوم التعليم الإلكتروني؟
ويمكن من هذا السؤال التساؤل عن الأسئلة التالية:
س1: ما مفهوم التعليم الإلكتروني؟
س2: ما خصائص التعليم في المجتمع الإلكتروني؟
س3: ما فوائد التعليم الإلكتروني؟
س4: ما عوائق التعليم الإلكتروني؟
أهمية الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة مفهوم التعليم الإلكتروني وكذلك خصائص المجتمع في عصر الفضاء المعلوماتي ومن ثم التطرق إلى فوائد التعليم الإلكتروني؟
حدود الدراسة:
نظراً لأن عناصر التعليم الإلكتروني كثيرة جداً لذا فإن هذه الدراسة سوف تقتصر على الإجابة على الأسئلة التالية دون التطرق إلى معايير تصميم التعليم الإلكتروني أو مستقبله أو خصائصة أو مناهج التعليم الإلكتروني.

أولاً: مفهوم التعليم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته و وسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات ، وآليات بحث ، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في ايصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
والدراسة عن بعد هي جزء مشتق من الدراسة الإلكترونية وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم ( مصدر المعلومات ) ، وعندما نتحدث عن الدراسة الإلكترونية فليس بالضرورة أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن ( online learning ) ، بل قد يكون التعليم الإلكتروني غير متزامن. فالتعليم الافتراضي : هو أن نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات.
التعليم الإلكتروني المباشر:
تعني عبارة التعليم الإلكتروني المباشر، أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمدرس، والتعليم الإلكتروني مفهوم تدخل فيه الكثير من التقنيات والأساليب، فقد شهد عقد الثمانينيات اعتماد الأقراص المدمجة CD للتعليم لكن عيبها كان واضحاً وهو افتقارها لميزة التفاعل بين المادة والمدرس والمتعلم أو المتلقي، ثم جاء انتشار الإنترنت مبرراً لاعتماد التعليم الإلكتروني المباشر على الإنترنت، وذلك لمحاكاة فعالية أساليب التعليم الواقعية، وتأتي اللمسات والنواحي الإنسانية عبر التفاعل المباشر بين أطراف العملية التربوية والتعليمية ويجب أن نفرق تماماً بين تقنيات التعليم ومجرد الاتصال بالبريد الإلكتروني مثلا، وسنتناول التدريب في الشركات والتعليم في المدارس والجامعات لنتبين فعالية هذا الأسلوب الجديد الذي حملته الإنترنت لنا.الواقعية في التعليم: يعتبر الافتقار للنواحي الواقعية في عملية التعليم الإلكتروني المباشر أهم عيوب هذا الأسلوب في التعليم الذي يحتاج في بعض الحالات للمسات إنسانية بين المتعلم والمدرس، ونخص هنا بالحديث الفئات التي يجدي فيها التعليم الإلكتروني المباشر وحاليا نجد انه يستهدف طلاب المرحلة الثانوية بشكل رئيسي ثم طلبة الجامعات والمهن الأخرى مثل الأطباء والمهندسين أي بشكل أو بآخر التدريب المؤسسي الذي يتلقاه العاملون والفنيون في المؤسسات والشركات الكبيرة على اختلاف مجالاتها.وهناك مواد تعليمية تصلح للتعليم الإلكتروني المباشر وتحقق فعالية كبيرة، فمثلا يمكنني أن أشرح لك مطولاً عن ظاهرة علمية طبيعية ولكن لرحلة مدرسية أو الذهاب إلى المختبر ومشاهدة هذه الظاهرة بصورة مباشرة أن يغني عن كل الجهد الذي يمكن أن نبذله في نظام التعليم الإلكتروني المباشر لشرح تلك الظاهرة، أي أن مادة التعليم الإلكتروني المباشر يجب أن تكون مناسبة له وملائمة لأسلوبه، ولذلك يمكننا القول وبكل ثقة أنه يمكن اعتماد التدريب الإلكتروني المباشر بصورة ناجحة كمتمم لأساليب التعليم التربوية الأساسية وذلك لتطوير الموارد المتاحة للطلاب لتدريبهم على استخدام التقنية لتحسين التعلم وإيجاد مدارس أكثر مرونة وزيادة تفاعل أولياء الطلبة في العملية التعليمية إضافة لزيادة وصول الطلاب وإتاحة التقنية لهم وتوسيع فرص التطوير المهني للمعلمين ويمكن للتقنية أن تعزز قدرات الطلاب والمدرسين والتربويين.ويرى بعض التربويين والخبراء أن التعليم الإلكتروني المباشر أو التعليم بالاعتماد على الكمبيوتر سيلقى مقاومة تعيق نجاحه إذا كان يخل بسير العملية التعليمية الحالية، أو يهدد أطرافها الحاليين لكونه أحيانا يعتمد على حلول جذرية في تنفيذه.
التعليم الإلكتروني المعتمد على الحاسب:
لا زال التعليم الإلكتروني المعتمد على الكمبيوتر CBT Computer-Based Training أسلوباً مرادفا للتعليم الأساسي التقليدي ويمكن اعتماده بصورة مكملة لأساليب التعليم المعهودة وبصورة عامة يمكننا تبني تقنيات وأساليب عديدة ضمن خطة تعليم وتدريب شاملة تعتمد على مجموعة من الأساليب والتقنيات، فمثلاً إذا كان من الصعب بث الفيديو التعليمي عبر الإنترنت فلا مانع من تقديمه على أقراص مدمجة أو أشرطة فيديو VHS طالما أن ذلك يساهم في رفع جودة ومستوى التدريب والتعليم ويمنع اختناقات سعة الموجة على الشبكة ويتطلب التعليم الإلكتروني ناحية أساسية تبرر اعتماده والاستثمار فيه وهي الرؤية النافذة للالتزام به على المدى البعيد وذلك لتجنب عقبات ومصاعب في تقنية المعلومات ومقاومة ونفور المتعلمين منه، ويحضرني هنا قول أحد أساتذتي وهو أحد من المخضرمين في التعليم والتوجيه التربوي حيث قال لي مؤخراً أنه كان ينفر من الكمبيوتر والحديث عنه من كثرة ما سمعه من مبالغات حوله على أنه العقل الإلكتروني الذكي الذي سيتحكم بالعالم لكنه أدرك أن الكمبيوتر لا يعدو كونه جهاز غبي ومجرد آلة يتوقف ذكائها المحدود على المستخدم وبراعته في إنشاء برامج ذكية وفعالة تجعل من المستخدم يستفيد منها بدلاً من أن تستفيد هي وتستهلك وقته وجهده بلا طائل ويكمن في قوله هذا محور نجاح التعليم الإلكتروني الذي يتوقف على تطوير وانتقاء نظام التعليم الإلكتروني المناسب من حيث تلبية متطلبات التعليم كالتحديث المتواصل لمواكبة التطورات ومراعاة المعايير والضوابط في نظام التعليم المختار ليكفل مستوى وتطوير المتعلم ويحقق الغايات التعليمية والتربوية إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية ومنها جعل المتعلم مستعداً لمواجهة متطلبات الحياة العملية بكل أوجهها والتي أصبحت تعتمد بشكل أو بآخر على تقنية المعلومات وطبيعتها المتغيرة بسرعة.
ثانيا: خصائص التعليم في المجتمع المعلوماتي؟
الفضاء المعلوماتي هو مفهوم الفضاء حيث الكلمات والعلاقات الإنسانية والبيانات ، والقوة تظهر بواسطة الأشخاص الذين يستعملون تقنية الحاسب كوسيط للاتصال ، أما المجتمعات الافتراضية: فهي مجموعات ثقافية تنشأ عند التقاء مجموعة من الأشخاص بعضهم ببعض في الفضاء ألمعلوماتي بوضوح وبساطة، في الماضي كانت مفاهيم التمييز أو التفريق والعضوية هي من العوامل وثيقة الصلة بتطور المجتمعات ، فالأشخاص الذين يشتركون في هوايات معينة يشكلون مجتمعات من أجل مواصلة هواياتهم التي تميزهم عن باقي المجتمعات ، إضافة إلى ذلك المجتمعات تتميز المجتمعات بصورة عامة تتميز على أساس المكان فالمدينة الصغيرة أو القرية وما حولها تشكل مجتمعاً وهكذا . ومع ظهور الاتصالات الإلكترونية والواقع الافتراضي ، أصبح من الصعب تحديد ماذا تعني كلمة مجتمع ، المجتمعات نسجت بأنواع مختلفة وبخصائص متنوعة، لذلك كان الدخول في عالم المجتمعات الافتراضية والقدرة على التدريب عن بعد يستلزم عمليات مختلفة تماماً من الصعوبة إنجازها من قبل بعض الأشخاص . النطاق الذي يستخدم فيه الأشخاص الحاسب كوسيط للاتصال من أجل تعليم أشخاص جدد لإعادة تعليمهم أو هواياتهم أو جذبهم وضمهم إلى المجموعات أو المذاهب والمجتمعات التي يعملون فيها ، تلك هي القضايا الرئيسة لبناء مجتمع يكون الحاسب الآلي فيه وسيطاً ، ولذا فإن بعض الباحثين أعطوا مصطلح آخر للفرد في المجتمع الافتراضي وهو الشخصية الإلكترونية ( عندما يعمل الشخص على الحاسب مع أشخاص آخرين). وفي هذه الحلقة سوف نتناول أهم التقنيات الفنية التي يجب مراعاتها عند التدريب في المجتمع الإفتراضي.
شروط التعليم في المجتمع الفضائي:
1ـ القدرة على مواصلة الحوار الداخلي من أجل إعداد الإجابات .
2ـ إنشاء شكل من الخصوصية بلغة الفضاء للشخص من مكان اتصاله وكذلك إنشاء إحساس داخلي لديه بالخصوصية .
3ـ القدرة على البحث في المواضيع العاطفية في الشكل النصي .
4ـ القدرة على إنشاء صورة فكرية عن الزميل المقابل في عملية الاتصال .
5ـ القدرة على إنشاء إحساس بالحضور الفوري أثناء عملية الاتصال .
إذاً فالبيئة الإلكترونية تسمح للمتدرب بنشوء شخصيته الإلكترونية ، والأشخاص الإنطوائيين هم أكثر ملائمة للتعليم في البيئات الافتراضية ، فهي شيء مشجع بالنسبة للأشخاص الإنطوائيين بأن يأخذوا متسع من الوقت للتفكير حول الموضوع المطروح قبل الرد عليه ، أما بالنسبة للأشخاص المنفتحين أو الاجتماعيين فالتفاعل في بيئتهم يصبح صعب ولكنه ليس بالمستحيل ، لأن تفاعلهم يكون بوجودهم بين الآخرين ، لذلك فاختيار التعليم الأفضل هو التعليم في أجواء حية وهذا يعطيهم القدرة على الأداء الأفضل ومن ثم الحصول على النتائج الأفضل ، أما الانطوائيين فإنجازهم يكون أفضل في الأجواء الهادئة أو البيئات الافتراضية لذا فهم لا يجدون صعوبة في الانضمام إلى البيئات الافتراضية عكس الأشخاص الاجتماعيين الذين يرغبون دوماً في البيئات الاجتماعية الصاخبة .
والسؤال المهم هو هل بإمكان المجتمعات بناء مجموعات فورية للتعليم مكتملة من غير أن تتقابل المجموعات وجهاً لوجه؟
على الرغم من أهمية الالتقاء وجهاً لوجه في بعض النواحي العلمية ، إلا أن هذا الالتقاء غير ملائم لتغيير تكوين المجموعات الفورية المستمرة ، لأنه بالإمكان إيجاد تدريب بدون هذا النوع من الاتصال . وذلك من خلال مجالس النقاش وغرف الحوار وغيرها حيث يلتقي المشاركين ويدلوا بأفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم وتعليقاتهم عن الأهداف، الأخلاق ، العوائق ، أساليب الاتصال، هذه هي المبادئ في المجتمعات التي تتقابل وجهاً لوجه وهذا الشيء يحدث في المجتمعات الإلكترونية .
الخطوات الأساسية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التعليم في المجتمعات الافتراضية :
1ـ تعريف واضح لأهداف المجموعة .
2ـ إنشاء موقع مميز للمجموعة .
3ـ تعيين قائد فعال من المجموعة .
4ـ تعريف المبادئ والسلوك .
5ـ السماح بتنظيم أدوار الأعضاء .
6ـ السماح والتسهيل للمجموعات الفرعية .
7ـ السماح للأعضاء بحل نزاعاتهم .
العمل بهذه الخطوات قد يعزز ويشجع الاتصالات وسط الأعضاء .
النزاع في المجتمعات الإفتراضية:
اتسمت التحولات التي حدثت في المجتمعات بالسرعة الكبيرة مما أدى إلى صعوبة تحديد تسمية المجتمع ، فالمجتمعات اليوم تتشكل حول قضايا الهوية والمبادئ المشتركة وليس على أساس المكان الجغرافي . وبهذا يمكن تعريف المجتمع على أنه وحدة متكاملة مستمرة تنشأ عند التقاء عدد من الأشخاص في اهتمامات مشتركة . وعندما يلتقي الأشخاص حول أهداف مشتركة من أجل العمل على إنجازها وتطوير المبادئ السلوكية ، وقد تحدث النزاعات بين الأعضاء أثناء النقاش الفضائي حول المواضيع المطروحة لتحقيق تلك الأهداف، وبالتالي يجب على المجموعات مواصلة الحديث وعدم التوقف من أجل إنجاز المهام كفريق واحد . وعند محاولة تجنب النزاعات قد يؤدي ذلك إلى تفكك المجموعة ، فالنزاعات مرحلة أساسية يجب العمل خلالها وذلك للوصول إلى مرحلة الإنجاز ، وقد أثبتت كثير من الدراسات أن العمل في المجموعات الفورية يتشابه تماماً مع المجموعات التي تعمل وجهاً لوجه .
يمكن حدوث النزاعات في المجتمعات الإلكترونية أكثر من المجتمعات التقليدية ، وذلك بسبب عدم وجود المتحاورين وجهاً لوجه وعدم تمكنهم من التحاور اللفظي الذي قد يؤدي إلى يؤدي إلى سوء الفهم ، ثم صعوبة التعبير العاطفي من خلال النص ، لذا فإمكانية حل النزعات تكون أكبر من خلال الوسائل الإلكترونية .
مبادئ وإجراءات حل النزعات في التعليم في المجتمعات الافتراضية والتعليمية الفورية ؟
العمل خلال النزاعات يساعد على إيجاد تواصل قوي بين أعضاء المجموعة ويؤدي إلى نتائج ايجابية، وفي المجتمعات التعليمية الفورية سوف تسهم النزعات في إيجاد نوع من التماسك بين الأعضاء بل وتسهم أيضاً في جودة نتائج العملية التعليمية ، لذا فالأستاذ في بيئة التعليم الفورية يجب أن يكون مرتاحاً في حال حدوث النزاع. وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن هناك خطورة عندما لا يتمكن الأستاذ من حل النزاع في المجتمعات الإلكترونية ، ففشله في التأثير أو الدعم في حل النزاع قد يؤدي إلى تدمير للعملية التعليمية بل وإحجام وحذر من قبل الطلاب المشاركين.
وبناءً علية يمكن القول بأنه يجب أن يوجه الاهتمام في التعليم عن بعد إلى تنمية الإحساس بالوحدة داخل مجموعة المشاركين وذلك لإنجاح العلمية التعليمية ، فالمجتمع التعليمي هو الأداة التي تحدث العملية التعليمية الفورية من خلالها ، فالأعضاء يعتمدون على بعضهم البعض لإنجاز النتائج المطلوبة من المنهج التعليمي ومثال ذلك عندما يلج ( يدخل) أحد المشاركين في موقع المقرر ولا يحدث هناك أي نوع من التفاعل لعدة أيام فإن هذا الشيء يؤدي إلى الإحباط وتثبيط الهمم .
النموذج الجديد للأستاذ هو الذي يعطي الإحساس بالاستقلال وروح المبادرة والإبداع وذلك أثناء الحوار والمشاركة والتشجيع على طرح الأسئلة.
التفاعل في عملية التعليم الإفتراضي:
في التعليم التقليدي يرى الطلاب بعضهم البعض ، ويعرف بعضهم بعضاً معرفة جيدة من خلال العملية التعليمية ، ولكن السؤال كيف نجعل كل هذا التعارف والتفاعل يحدث عندما يكون الاتصال مقتصراً على النص أو الصوت عبر شاشة الحاسب فقط ؟ حقيقة لا يمكن أن يحدث ذلك على الفور ، لكن يمكن تسهيل ذلك بطريقة واحدة يمكن تطويرها وهي النقاش المتبادل للإرشادات بغض النظر عن كيفية المشاركة بين المجموعات مع بعضها البعض ، وتكون بداية المنهج بإرسال رسائل ترحيبية وتعريفية وهذا الشيء يعتبر مفيداً للبدء في التعارف الافتراضي ، فالأستاذ في هذا النوع من التعليم يجب أن يكون مرناً بطرح جدول أعماله وبرامجه لكي يتمكن من سير العملية التعليمية ثم السماح للطلاب بتأدية برامجهم الخاصة كل وفق احتياجاته الخاصة . وهذا يعني أن النقاش قد يتم بصورة لا يشعر فيها الأستاذ بارتياح كامل بسبب الحرية الكاملة والمطلقة للطالب وصعوبة التحكم في غرف النقاش ، ولكن الذي يستطيع عملة توجيه النقاش في اتجاه آخر يخدم العملية التعليمية بطريقة سليمة .
بيئة التعليم في المجتمع الافتراضي تحتاج إلى مساحة معينة للقضايا الشخصية في التعليم الفوري ، وهذا الشيء يمكن عمله ومتابعته طيلة فترة الدراسة ، وهذه المساحة إذا لم تنشأ قد تؤدي ببعض الطلاب بالبحث عن طرق أخرى مثل استعمال البريد الإلكتروني لطرح أمورهم الشخصية ، وشعور بعضهم بالوحدة والانعزالية عندما يفقدون هذه المساحة مما يؤدي إلى شعوره بعدم الإشباع والإحساس بأن العملية التعليمية لا تلبي احتياجاته، لذلك لا بد من إعداد هذه المساحة في بيئة التعليم الإلكتروني .
والسؤال الآن هو هل كل الدروس الإلكترونية فعالة ؟ وهل كل برامج التعليم عن بعد تستخدم أدوات ذات فعالية ؟
لا يمكن أن يتكون مجتمع التعليم الإلكتروني بواسطة شخص واحد ، فالأستاذ مسئول عن تسهيل العملية التعليمية ، والطلاب والمشاركين مسئولين عن إنشاء هذا المجتمع ، بهذه الطريقة يمكن القول بأننا أسسنا دروساً إلكترونية فعالة ، والطلاب لا يقتصر دورهم على الوصول إلى المقررات فقط بل يتعدى إلى المشاركة والتعليق وإبداء الرأي في كل القضايا المطروحة ، أما الأستاذ فعليه دائماً التوجيه والتحكم في العملية التعليمية والعمل على أن تكون الدروس ملائمة وجاذبة لجعل الطلاب مواظبين عليها كي يحصل التواصل بين الطلاب فيما بينهم وكذلك بينهم وبين الأستاذ لبناء المجتمع التعليمي .
إن إمكانية التفكير قبل الرد والتعليق وإبداء الملاحظات تساعد على رفع روح المشاركة والالتزام ، فالتعليم الإلكتروني يجعل النقاش مفتوح في المواضيع المطروحة ، إذ أن المشاركين ليس لديهم أي خوف أو تحفظ فآرائهم ترسل عبر تقنية لا يشاهدهم فيها أحد حيث يتم التوجيه للحصول على الإجابة الصحيحة عبر النقاش بين الطلاب ، إضافة إلى ذلك فإن العمل عبر الوسائل المكتوبة وفي غياب المشاهدة المباشرة يتيح فرصة للمشاركين بالتركيز على معاني ومضمون الرسائل ، ونتيجة لذلك فإن الأفكار تتطور وتكون أكثر نضجاً ، وإنشاء البنية الاجتماعية يعني الوصول إلى السمة المميزة لبنية الدروس التي نصل عندها إلى عملية تعليمية فعالة ، فالقدرة على التعاون وإنشاء المعرفة مؤشران على التئام ونجاح المجتمع التعليمي الافتراضي .
النتائج المتوقعة من إنشاء المجتمع الفوري:
1ـ التواصل الفعال مع محتويات المنهج وبين المشاركين فيما بينهم .
2ـ التعاون المشترك خلال العملية التعليمية بين الطلاب فيما بينهم أكثر من تواصلهم مع الأستاذ .
3ـ مشاركة المصادر بين الطلاب .
4ـ الدعم والتشجيع المتبادل بين الطلاب وذلك عند تقييم أعمالهم فيما بينهم .
5- إنشاء بنية اجتماعية فورية صلبة ومتماسكة. وللحديث بقية.....

عند بناء المجتمعات الإفتراضية يجب معالجة عدد من المواضيع وهي:
1ـ الافتراض مقابل الاتصال الإنساني ، الترابط ، الاندماج .
2ـ مشاركة المسئولية ، اللوائح ، الأدوار ، المبادئ ، والمشاركة .
3ـ المواضيع النفسية .
4ـ الخصوصية ، الأخلاق .
* الافتراض مقابل الاتصال الإنساني ، الترابط ، والاندماج :
من الصعوبة إيصال الأحاسيس عبر الوسائط النصية الفورية خاصة الغضب، لكنها ليست مستحيلة حيث يعتمد ذلك على نمو وتطور المجتمع ونوعه وهل يستخدم الاتصال الحقيقي(البشري) والافتراضي . بعض المشاركين في التعليم الافتراضي لا يعيرون اهتمام لما يقولون ويكتبون بل لا يكتبون بوضوح وذلك لاعتقادهم بأن الجميع يعرفهم وهذا قد يؤدي إلى سوء العلاقة بين الطرفين، وذلك لأن من المستحيل للأشخاص الذين يتقابلون لفترة بسيطة عبر المجتمعات الافتراضية معرفة بعض معرفة حقيقية وعميقة .
وفي الواقع فإن المتتبع لواقع التعليم الافتراضي يجد أنه مناسب جداً للأشخاص الإنطوائيين والمنعزلين ، فالشخص المنعزل بإمكانه الجلوس على الحاسب والتواصل مع الناس من غير مشاجرات أو شحناء، لأنه أحياناً يكون متابعاً لم يكتب بدون مشاركة.
إن المفهوم الافتراضي كمفهوم عكسي للتواصل الإنساني في الاتصال الإلكتروني أسس الثنائية الزائفة وذلك لأن الأشخاص هم الذين صنعوا أدوات الاتصال بغض النظر عن نوعها سواء أكانت نصية أم افتراضية ، فالاتصال النصي يجعلنا نفكر بعمق حول كلامنا الذي نرسله عبر الاتصالات الفورية.

مشاركة المسؤوليات والقواعد والوظائف والمبادئ :
عند النظر إلى كيفية تطور المجتمع فإننا نبدأ في دراسة موضوع المسؤوليات المشتركة ، القواعد ، الأدوار ، المبادئ ، إذاً نحن نشترك في المسؤوليات لتطوير المجموعات من خلال المشاركة ، ثم لا بد من إتباع القواعد والعمل بها .
وعندما ننظر إلى المجموعات من حولنا نلاحظ أن هناك شخص يحاول أن تبقى العلاقات مستمرة عند حدوث ضعف في النقاش بينما البعض الآخر يحاول تسوية الخلافات، وآخر يتفقد الحضور والغياب ، فظهور هذه الأدوار مؤشر على تطور المجتمعات الإفتراضية.
التواصل بين المجموعات ينشئ المبادئ ، فالمجموعات يمكنها أن تناقش أهدافها عبر طرق الاتصال ، ومثل هذا النقاش يساعد على نشوء مجتمع عاطفي يشعر فيه الشخص بالأمن والخصوصية ، ومساحة من التماسك تساعده في مشاركة الأفكار بحرية أثناء العملية التعليمية .
في التعليم التقليدي وجود الطالب في قاعة الدرس يعتبر حضور حتى لو كان صامتاً ، أما في التعليم الإلكتروني فإن الطالب الذي يحضر ولا يشارك فكأنه غير حاضر ، لذلك لا بد أن يعير المعلم في التعليم الإلكتروني اهتماماً كبيراً لمشاركة جميع الطلاب ، ولكي نكون متعاونين لا بد أن نكون جميعاً مشاركين . وللحديث بقية......
القضايا النفسية في التدريب في المجتمعات الافتراضية :
إن انخراط الناس في المجتمع له فوائد عديدة ، ولكن في نفس الوقت فإن هناك أموراً تسبب القلق . فالاضطهاد يمكن أن يدمر الناحية النفسية ، ولإحساس بالضغط يمكن أن ينتج عنه إحساس بالخوف والقلق وعدم الاستقرار مما يؤدي إلى شعور الشخص بأنه دخيل ، وقد ينتج عن ذلك أن يصبح الشخص كثير الصمت والانعزال .
وقد يحدث في بعض الأحيان أن يتحدث بعض الأشخاص عن التمييز في اللون والجنس والدين ، وحدوث مثل هذه الأشياء في المجتمع التعليمي يجعل المتدرب قلق وغير مرتاح وببساطة قد يترك الطالب الدراسة ، لأنه من الصعوبة على الأستاذ أن يلزم الطالب برأيه وفكره مع تلك المجموعات .
إن المسائل النفسية من وجهة نظر تقنية تعتمد على نوع وبيئة البرمجيات والآليات المستخدمة ، فإذا أحس الشخص بأنه مرتاح تجاه تلك البرمجيات فهذا يعني أنه مرتاح وآمن نفسياً في تلك البيئة . وهناك أيضاً أشياء قد تؤدي إلى مشاكل نفسية كالإجهاد البصري وآلام الظهر والصداع .
الأستاذ يجب أن يكون على دراية ومعرفة بالمسائل النفسية التي قد تؤثر على نجاح أو فشل العملية التعليمية في المجتمع الإلكتروني ، وبناء عليه يجب تشجيع الطلاب على المجازفة وعدم الخوف خاصة في طرح الأفكار .
وعند التفكير في الأحاسيس عبر المجتمع الإلكتروني ، يبدو وكأننا نتحدث عن شيئين متناقضين ، ومع ذلك فإننا نؤمن أن الأحاسيس والمشاعر تدخل المجتمع الإلكتروني عبر عدد من المداخل وبذلك تدخل الدروس الإلكترونية . بما أن المجتمع الإلكتروني أساسه الإنسان وهذا الإنسان مجموعة من الأحاسيس والمشاعر إذاً فهذه الأحاسيس هي الطاقة الكامنة التي تحركه ومن المهم في التعليم الإلكتروني أن يهتم الأستاذ بأحاسيس ومشاعر الطلبة .
كما يجب ملاحظة أنه في أي تفاعل اجتماعي تحدث محاولات اعتداء عن طريق الاتصال ، فهناك مشاكل كثيرة تحدث عن طريق الاتصال بين الناس ، ومع ذلك فالاتصال له فوائد كبيرة تفوق مخاطره ، إن الخصوصية قضية كبيرة في أي مجتمع ، وهي تظهر في المجتمع عبر طرق عديدة كالاتصال الهاتفي ، والاتصال عبر البريد العادي أو البريد الإلكتروني ولا يوجد هناك ضمان بحفظ هذه الخصوصية من الاعتداء ، وهكذا الحال بالنسبة للاتصال الذي يحدث في المجتمع الإفتراضي .
أما الكلام عن الأخلاق فيفتح مساحة واسعة للنقاش والجدل ذلك أن هذه القضية ظهرت مع استخدام الإنترنت والدروس الإلكترونية Electronic Classroom، وكذلك قصص كثيرة عند استخدام البريد الإلكتروني E-mail ، ثم تطور هذا الموضوع فأصبح يناقش في وسائل الإعلام المختلفة .
لقد ظهرت المشاكل الأخلاقية كذلك بسبب سوء استخدام مصادر التقنية العامة أو المشتركة مثل الطابعات المشتركة في الشبكات ، مساحات أقراص التخزين ، محطات العمل المفتوحة في الشبكات . وبناء على هذا فيمكن القول بأن القضايا الأخلاقية يجب أن يوضع لها اهتمام في الاتصالات الإلكترونية .
أما الخصوصية في الاتصالات الإلكترونية فهي مستحيلة ، فتشفير الرسائل هو المعنى الموثوق به في الخصوصية ، ورغم ذلك نجد أن الاتصالات الإلكترونية المستخدمة في المحيط الأكاديمي خاصة تقرأ بواسطة أشخاص آخرين ويحتمل أن يكون الشخص غير موجود في قاعة الدرس فعلياً وقد ينتج عن ذلك خلاف بسبب تلك الخصوصية.
أخيراً يمكن القول بأن التعليم في المجتمع الافتراضي يتم وفق إطار معين خاص تحكمه وتقودة التقنية فالخصوصية والأخلاقيات والجوانب النفسية والإستعداد للتعامل عوامل أساسية في المجتمعات الإفتراضية.

ثالثاً: فوائد التعليم الإلكتروني :
لاشك أن هناك مبررات لهذا النوع من التعليم يصعب حصرها في هذا المقال ولكن يمكن القول بأن أهم مزايا ومبررات وفوائد التعليم الالكتروني مايلي:
(1) زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة والمدرسة ، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار . ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة .
(2) المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب :
المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم وتتكون عنده معرفة وآراء قوية وسديدة وذلك من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار .
(3) الإحساس بالمساواة :
بما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج ، خلافاً لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذا الميزة إما لسبب سوء تنظيم المقاعد ، أو ضعف صوت الطالب نفسه ، أو الخجل ، أو غيرها من الأسباب ، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار.
هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية .
وقد أثبتت الدراسات أن النقاش على الخط يساعد ويحث الطلاب على المواجهة بشكل أكبر .
(4) سهولة الوصول إلى المعلم :
أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيداً على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم ، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل .
(5) إمكانية تحوير طريقة التدريس
من الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية ، ومنهم تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معه الطريقة العملية ، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتدرب .
(6) ملائمة مختلف أساليب التعليم :
التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس ، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة والعناصر المهمة فيها محددة .
(7) المساعدة الإضافية على التكرار :
هذه ميزة إضافية بالنسبة للذين يتعلمون بالطريقة العملية فهؤلاء الذين يقومون بالتعليم عن طريق التدريب , إذا أرادوا أن يعبروا عن أفكارهم فإنهم يضعوها في جمل معينة مما يعني أنهم أعادوا تكرار المعلومات التي تدربوا عليها وذلك كما يفعل الطلاب عندما يستعدون لامتحان معين .
(8) توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم 7أيام في الأسبوع ) :
هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين ، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً ، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية ، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم .
(9) الاستمرارية في الوصول إلى المناهج :
هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يناسبه ، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة ، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر .


(10) عدم الإعتماد على الحضور الفعلي :
لا بد للطالب من الالتزام بجدول زمني محدد ومقيد وملزم في العمل الجماعي بالنسبة للتعليم التقليدي ، أما الآن فلم يعد ذلك ضرورياً لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين لذلك أصبح التنسيق ليس بتلك الأهمية التي تسبب الإزعاج .
(11) سهولة وتعدد طرق تقييم تطور الطالب :
وفرت أدوات التقييم الفوري على إعطاء المعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم .
(12)الاستفادة القصوى من الزمن :
إن توفير عنصر الزمن مفيد وهام جداً للطرفين المعلم والمتعلم ، فالطالب لديه إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المحدد وبالتالي لا توجد حاجة للذهاب من البيت إلى قاعات الدرس أو المكتبة أو مكتب الأستاذ وهذا يؤدي إلى حفظ الزمن من الضياع ، وكذلك المعلم بإمكانه الإحتفاظ بزمنه من الضياع لأن بإمكانه إرسال ما يحتاجه الطالب عبر خط الاتصال الفوري .

(13) تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم :
التعليم الإلكتروني يتيح للمعلم تقليل الأعباء الإدارية التي كانت تأخذ منه وقت كبير في كل محاضرة مثل استلام الواجبات وغيرها فقد خفف التعليم الإلكتروني من هذه العبء ، فقد أصبح من الممكن إرسال واستلام كل هذه الأشياء عن طريق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية معرفة استلام الطالب لهذه المستندات .
(14 )تقليل حجم العمل في المدرسة :
التعليم الالكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات وكذلك وضع إحصائيات عنها وبمكانها أيضا إرسال ملفات وسجلات الطلاب إلي مسجل الكلية .




رابعاً: معوقات التعليم الإلكتروني :
التعليم الالكتروني كغيرة من طرق التعليم الاخرى لديه معوقات تعوق تنفيذه ومن هذه العوائق:
1- تطوير المعايير :
يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة. وأهم هذه العوائق قضية المعايير المعتمدة، فما هي هذه المعايير وما الذي يجعلها ضرورية؟ لو نظرنا إلى بعض المناهج والمقررات التعليمية في الجامعات أو المدارس، لوجدنا أنها بحاجة لإجراء تعديلات وتحديثات كثيرة نتيجة للتطورات المختلفة كل سنة، بل كل شهر أحيانا. فإذا كانت الجامعة قد استثمرت في شراء مواد تعليمية على شكل كتب أو أقراص مدمجة CD، ستجد أنها عاجزة عن تعديل أي شيء فيها ما لم تكن هذه الكتب والأقراص قابلة لإعادة الكتابة وهو أمر معقد حتى لو كان ممكنا. ولضمان حماية استثمار الجهة التي تتبنى التعليم الإلكتروني لا بد من حل قابل للتخصيص والتعديل بسهولة.أطلق مؤخرا في الولايات المتحدة أول معيار للتعليم الإلكتروني المعتمد على لغة XML، واسمه سكورم standard Sharable Content Object Reference Model (SCORM) 1.2
2- الأنظمة والحوافز التعويضية من المتطلبات التي تحفز وتشجع الطلاب على التعليم الإلكتروني . حيث لازال التعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل وواضح كما أن عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم هي إحدى العقبات التي تعوق فعالية التعليم الإلكتروني.
3- التسليم المضمون والفعال للبيئة التعليمية .
ـ نقص الدعم والتعاون المقدم من أجل طبيعة التعليم الفعالة .
ـ نقص المعايير لوضع وتشغيل برنامج فعال ومستقل .
ـ نقص الحوافز لتطوير المحتويات .
4- علم المنهج أو الميثودولوجيا Methodology :
غالباً ما تؤخذ القرارات التقنية من قبل التقنيين أو الفنيين معتمدين في ذلك على استخداماتهم وتجاربهم الشخصية ، وغالباً لا يؤخذ بعين الاعتبار مصلحة المستخدم ، أما عندما يتعلق الأمر بالتعليم فلا بد لنا من وضع خطة وبرنامج معياري لأن ذلك يؤثر بصورة مباشرة على المعلم (كيف يعلم ) وعلى الطالب ( كيف يتعلم ) . و هذا يعني أن معظم القائمين في التعليم الإلكتروني هم من المتخصصين في مجال التقنية أو على الأقل اكثرهم، أما المتخصصين في مجال المناهج والتربية والتعليم فليس لهم رأي في التعليم الإلكتروني، أو على الأقل ليسوا هو صناع القرار في العملية التعليمية. ولذا فإنه من الأهمية بمكان ضم التربويين والمعلمين والمدربين في عملية اتخاذ القرار .
4- الخصوصية والسرية :
إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت ، أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً ولذا فإن اختراق المحتوى والإمتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني.
5- التصفية الرقمية Digital Filtering :
هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم ، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا ، وهل تسبب ضرر وتلف ، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات .
6- مدى استجابة الطلاب مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.
7- مراقبة طرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها .
8- زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً .
9ـ وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم وعدم الوقوف السلبي منه.
10ـ توفر مساحة واسعة من الحيز الكهرومغناطيسي Bandwidthوتوسيع المجال للاتصال اللاسلكي .
11ـ الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات ، حيث أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية..
12ـ الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
13ـ الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية .
14ـ تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة .
أخيراً يمكن القول بأنه يجب إعادة صياغة قوانين ولوائح لحفظ حقوق التأليف والنشر، وذلك لحماية هذه الحقوق من الانتهاك و كذلك يطبق في التعليم الإلكتروني .
الخاتمة التوصيات:
خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسوب التعليمي ولا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، بل أخذ يأخذ أشكالا عدة فمن الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم وأخيراً ظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم محتوى للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. كما أن هناك خصائص ومزايا لهذا النوع من التعليم وتبز أهم المزايا والفوائد في اخصار الوقت والجهد والتكفه إضافة إلى إمكانية الحاسب في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابه.
ورغم تلك الأهمية لهذا النوع من التعليم والنتائج الأولية التي أثبتت نجاح ذلك إلا إن الاستخدام لازال في بداياته حيث يواجه هذا التعليم بعض العقبات والتحديات سواءً أكانت تقنية تتمثل بعدم اعتماد معيار موحد لصياغة المحتوى أم فنية وتتمثل في الخصوصية والقدرة على الأختراق أو تربوية وتتمثل في عدم مشاركة التربويين في صناعة هذا النوع من التعليم.
أخيرا يمكن القول بأنه لضمان نجاح صناعة التعليم الإلكتروني يجب عمل مايلي:
6. التعبئة الإجتماعية لدى أفراد المجتمع للتفاعل مع هذا النوع من التعليم.
7. ضرورة مساهمة التربويين في صناعة هذا التعليم.
8. توفير البنية التحتيه لهذا النوع من التعليم وتتمثل في إعداد الكوادر البشرية المدربة وكذلك توفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد على نقل هذا التعليم من مكان لآخر.
9. وضع برامج لتدريب الطلاب والمعلمين والإداريين للاستفادة القصوى من التقنية.

mercredi 30 juillet 2008

أحد البرامج الأكثر فعالية في التعليم الالكتروني


أساليب جديدة في تعليم اللغة تدمج العوالم الافتراضية مع الحياة الواقعية
لاباز, بوليفيا, 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2007 – يرى المعلمون حالياً أن التدريس عبر العوالم الافتراضية كعالم Second Life يكون أكثر فعالية عندما يقترن بأنشطة مأخوذة من الحياة الواقعية.لقد أثبت برنامج Second Life وجوده كميدانٍ للتعليم الإلكتروني المبتكر يجذب الجامعات كجامعة أوكسفورد و جامعة هارفرد, إلى جانب معاهد التعليم الإلكتروني المتخصِّصة. إحدى هذه المؤسسات هي مدرسة تعليم اللغات Avatar Languages الافتراضية التي ابتدعت نهجاً في تعليم اللغات أسمته ( مهام سريالية). تجمع هذه المهام بين تعليم اللغات عبر Second Life و الحياة الواقعية و مصادر تعلّم إلكتروني غنية بالوسائط المرئية و المسموعة وذلك عبر دمج مناهج اتصالية و قائمة على أداء المهام.
فلنأخذ على سبيل المثال درساً يقوم فيه الطالب بإنشاء عرض مرئي أو مسموع باستخدام برنامج Second Life لإجراء مقابلات مباشرة, ومن ثمّ يستخدم النصوص و ملفات الصوت و الصورة المتوفرة على الشبكة العالمية لمواصلة انجاز المهام في الوقت الذي يمارس فيه مهارات التحدّث و الاستماع و الكتابة والقراءة. يقول هوارد فيكرز مدير مدرسة Avatar Languages لتعليم اللغات: " يتعلّم الطلاب بشكلٍ أفضل عند قيامهم بعملٍ حقيقي, كتصميم العروض المسموعة و المرئية و الكتيّبات و الأفلام. لدينا الآن منهجية تدريس يقوم فيها الطلاب بإنتاج عملٍ حقيقي من خلال الاتصال بأناس حقيقيين في عوالم افتراضية".و يضيف قائلاً: " و النتيجة هي أن تعكس دروس اللغة الطريقة التي نستخدم بها اللغة في العمل و المواقف الاجتماعية, إذ أنها طبيعية أكثر, و اتصالية و تفاعلية و فعّالة بشكل أكبر, وهذا ما يبحث عنه طلاب اللغة بشكل متزايد". و يقول بيير موسي, الطالب بمدرسة Avatar Languages و الذي أنشأ مؤخراً عرضاً مسموعاً و مرئياً حول مدينة برلين كجزءٍ من دروس اللغة الإنجليزية في المدرسة: " لقد جعلني تصميم العروض المرئية و المسموعة أركز على جميع جوانب اللغة التي أحتاج لتطويرها كالنطق و المفردات و الطلاقة اللغوية. إنه أمرٌ ذو علاقة بما تحتاج إليه في الحياة الواقعية, و أنا حالياً أفكر في تصميم عرضٍ مرتبط بعملي بشكل مباشر".لقد قدّم برنامج Second Life مؤخراً مميزاتٍ صوتية تسمح لأعضائه المقيمين البالغ عددهم 9 ملايين عضواً بالحديث مع بعضهم البعض بشكلٍ مباشر, الأمر الذي مكّن المعلمين من توفير دروسٍ أكثر تواصلية. يقول هوارد فيكرز في هذا الشأن: " إن إدخال خاصية الصوت إلى برنامج Second Life يعيد التعليم الإلكتروني للحياة فعلياً. إنه عصرٌ جديد في مجال التعلم عن بُعد, عصرٌ أصبح التعليم الإلكتروني فيه اجتماعياً و تفاعلياً."لقد ظلَّ المُنَظِّرون التربويون في السنوات الأخيرة ينادون بطرق تدريس جديدة لإظهار أهمية التعلّم كنشاط اجتماعي, و الحاجة إلى تطوير مجموعة من مهارات الاتصال. يقول أندريه غيلوف, عميد جامعة UNIACC في تشيلي و المؤلف المشارك في تأليف كتاب (جيل دوت نت: التصادم الثقافي في الفصول) الصادر عام 2007: " إن الأبعاد الاجتماعية لبرنامج Second Life تعطي الطلاب فرصاً أكبر لتطوير مجموعة أكثر من المهارات". لقد أصبح هذا الأمر هاماً بشكلٍ خاص في التدريب على بيئات العمل, حيث نستخدم بطبيعة الحال مزيجاً من أساليب الاتصال كالبريد الإلكتروني و شبكة الإنترنت و الهاتف و الاجتماعات و التقارير المكتوبة. و يضيف دانيال فاركا, أحد منسوبي جامعة UNIACC و المؤلف المساعد في تأليف كتاب (أجيال دوت نت): " يسمح برنامج Second Life للطلاب بتقوية أنواع معيّنة من مهارات الاتصال لم يتمكنوا من تطويرها بشكل كامل في الحياة الواقعية".
تنفرد مدرسة Avatar Languages حالياً بهذا النهج القائم على أداء المهام, لكنها تأمل أن يتخذ معلمو اللغة الآخرون نهجاً مماثلاً في القريب العاجل.
للحصول على درس تجريبي مجّاني أو للمزيد من المعلومات حول ( المهام السريالية) و تعليم اللغات عبر برنامج Second Life , اتصلوا بهوارد فيكرز أو تفضلوا بزيارة الصفحة التالية:
www.avatarenglish.comAvatar Languagesمدرسة تعليم لغات في العالم الافتراضي Second Life على الشبكة العالمية. توفر المدرسة معلمين مؤهلين مهنياً و ذوي خبرة يقدمون دروساً فردية و قابلة للتعديل بما يتناسب مع الطلاب على مستوى العالم. أُنشئت هذه المدرسة بواسطة هوارد فيكرز و هو مدرس لغة إنجليزية ذو خبرة عالمية و يتمركز حالياً في بوليفيا.
للاتصال:Howard Vickers, Director of Avatar Languages Avatar Languages +

dimanche 4 mai 2008


التعليم الإلكتروني في تخصص المكتبات : عرض تجربة قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود

لموقع التعليم الإلكتروني الخاص بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود ، يتناول العرض امكانيات وخصائص نظام التعليم الإلكتروني المستخدم ، والأقسام الرئيسية للموقع ، وهي المقررات الدراسية والمنتديات ، ويقدم العرض بعض الأرقام والاحصائيات حول الموقع।
الاستشهاد المرجعي بالبحث
التعليم الإلكتروني في تخصص المكتبات : عرض تجربة قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود .- cybrarians journal .- ع 4 (مارس 2005) .- تاريخ الاتاحة < اكتب هنا تاريخ اطلاعك على الصفحة > .- متاح في :
www.cybrarians.info/journal/no4/e-learn.htm

يتناول هذا العمل عرضا لأحد المواقع العربية المتخصصة المتميزة والذي يعد واجهة مشرفة لتخصص المكتبات والمعلومات العربي ، وهو موقع التعليم الإلكتروني لقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود ، ويعد هذا العمل من التجارب الرائدة في التخصص فهو أول موقع للتعليم الإلكتروني في تخصص المكتبات والمعلومات في الوطن العربي ، وحتى نتمكن من عرض الموقع بشكل كامل كان لابد من استخدام الموقع كأحد الطلاب المسجلين في المقررات ، لذلك فقد تم مراسلة المسؤلين عن الموقع وبالفعل تم الحصول على اسم مستخدم وكلمة مرور حتى يمكن إعداد العرض بشكل فعال.
وقد تم إنشاء هذا الموقع لكي يكون نظامًا للتعليم الإلكتروني لطلاب الدراسات العليا بمرحلة تجريبية ، وذلك تمهيدًا لتعميم التجربة على جميع المراحل الدراسية ، ومن جانب أخر تعد جامعة الملك محمد بن سعود نظامًا خاصًا لتطبيقه في الجامعة ككل ، وقد أستخدم قسم المكتبات والمعلومات احد أنظمة المصادر المفتوحة ويدعى Moodle إلى يتم تركيب النظام الجديد الخاص بالجامعة. عنوان موقع التعليم الالكتروني على الإنترنت هو :
http://informatics.gov.sa/imam/moodle
تم تطبيق النظام في الفصل الدراسي الماضي من العام الدراسي 2004 / 2005 م ، وقد طبق النظام على طلبة وطالبات الدكتوراه ، وأستخدم النظام كداعم للمحاضرات في القاعة الدراسية ولكن لم يكن هذا هو الهدف الرئيسي من الموقع ، إلا أنه مع التجربة في الفصل الدراسي وجد ان النظام لعب دورا كبيرا لا يقل عن دور المحاضرات في القاعات الدراسية.
امكانيات وخصائص نظام التعليم الإلكتروني
1. يحتوي النظام على واجهه رئيسية بها قائمة المواد الدراسية ، وعند الدخول على أي مادة يقابل المستخدم الواجهة الرئيسية لمادة والتي يمكن تقسيمها حسب أسابيع المادة او تقسيمها حسب موضوعات المادة (ويرجع ذلك إلى أستاذ المادة) ويقوم الأستاذ بتحديد موضوع كل أسبوع ويضيف إليه ما يشاء من مصادر سواء كانت محاضرات او روابط لمواقع على الإنترنت ، اختبارات ... الخ ، كذلك يمكن النظام من إضافة المصادر في أشكال ملفات وورد او بوربويت او غير ذلك
2. تحتوى كل مادة دراسية على منتدى للنقاش ، يسمى منتدى الأخبار ، واستخدم كمنتدى للنقاش في موضوعات المادة المختلفة وكذلك أستخدم كوسيلة لتسليم البحوث.
3. يمكن النظام المدرس من إنشاء اكثر من منتدى.
4. تختلف صلاحيات المستخدمين للموقع فهناك مدير الموقع (Administrator) وله كامل الصلاحيات. وهناك الأستاذ وله كامل الصلاحيات على مادة معينة وله الحق في تعيين أساتذة آخرين (معيدين مثلا) وهناك الطلاب ولهم بعض الصلاحيات مثل الاطلاع وإضافة الملفات في المنتديات.
وبشكل عام ، استخدام هذا النظام يعود بالفائدة على العملية التعليمية ، كما سينمي عملية الاتصال العلمي بين الدارسين وأعضاء هيئة التدريس ، وهذا النظام له فائدة كبيرة في نظام التعليم السعودي فهو نظام غير مختلط يفصل بين النبين والبنات حيث يتم التدريس إلى الطلاب مباشرة ، أما الطالبات فيتم التدريس عن طريق شبكة تلفزيونية داخلية ، وقد سهل نظام التعليم الالكتروني من عملية التواصل إلى حد بعيد ، حيث أنه اصبح أشبه ما يكون بالفصل التخيلي الذي يستطيع الطالب أن يدخل إليه متى ما شاء ويناقش ويسأل ويطلع على الأخبار المتعلقة بالمادة وغير ذلك من الأمور.
الأقسام الرئيسية بالموقع
يمكن تقسيم محتويات الموقع إلى الأقسام الثلاثة التالية :
1. المناهج الدراسية
الموقع في تجربته الأولى يتيح 3 مواد دراسية في مرحلة الدكتوراه ، وهى المواد التالية :
- الاتجاهات الحديثة في تنمية المجموعات ، مدرس المادة : الدكتور عبد الله بن محمد الشايع- مادة شبكات المكتبات والمعلومات ، مدرس المادة : الدكتور علي بن شويش الشويش- الاتجاهات الحديثة في خدمات المستفيدين ، مدرس المادة : الدكتور عبد الحميد بن محمد السليمان
ويقدم النظام عن كل مقرر تعريفًا بالمقرر وتوصيفه والمصادر المقترحة له ، وكذلك يعرف بالأستاذ الذي يتولى تدريس المقرر وبموقعه على الانترنت وبريده الإلكتروني ، وأهم ما يتميز به هذا القسم ، كذلك في كل مقرر يقدم النظام المحاضرات الأسبوعية للمادة وهذا ما يوم به أستاذ المادة ، ويعد توفير مصادر تعليمية إلكترونية من أهم المميزات التي يقدمها الموقع ، علمًا بأن تلك المصادر سواء المحاضرات الأسبوعية أو المصادر الإلكترونية لايمكن الحصول عليها إلا من قبل الطلاب المسجلين في المقرر الدراسي ، بالإضافة إلى ذلك يتوفر عن كل مقرر المنتدى الخاص به ، وهو يعد وسيلة فعالة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول موضوعات المقرر.
2. المنتديات
يوفر نظام التعليم الإلكتروني مجموعة من المنتديات التي تتناول موضوعات مختلفة ، ويتيح النظام إمكانية إنشاء أكثر من منتدى حسب ما تتطلب الأمور ، ويوجد حاليًا منتدى مستقل لكل مادة على حدة ، وتختلف المشاركات في المنتديات ما بين مناقشات حول موضوع محدد ، أو عروض لأبحاث الطلاب ، أو اضافة مصادر تعليمية حول المقرر.
كذلك يوفر النظام برنامج للمحادثة الحية بين الطلاب وبعضهم والمدرسين ، إلا أن هذا البرنامج متاح حاليًا بشكل تجريبي لدراسة مدى فعاليته، علما بأن هذا البرنامج متوفر في مادة شبكات المكتبات والمعلومات فقط.
3. الأخبار
وفي هذا القسم يقدم الموقع أحدث الأخبار المتعلقة بالمقررات وبالنظام ككل ، كذلك قد يستخدم لإعلان عن تعليمات وإرشادات للطلاب .
بالإضافة إلى ذلك ، يقدم الموقع إمكانية البحث بالكلمات الدالة في محتوى كل من المواد الدراسية والمنتديات ، وهذا من شأنه تسهيل استخدام الموقع والوصول إلى المصادر المتوفرة بداخله.
أرقام واحصائيات حول الموقع
يشتمل الموقع على 31 مصدرًا تعليميًا ، وقد توزعت وفقًا للمقررات الدراسية كالتالي :
- الاتجاهات الحديثة في بناء وتنمية المجموعات : 8 مصادر- شبكات المكتبات والمعلومات : 22 مصدر- الاتجاهات الحديثة في خدمات المستفيدين : مصدر واحد
وقد تنوعت تلك المصادر من حيث الشكل بين ملفات ووردWord ، عروض تقديمية PowerPoint ، كذلك تنوعت المصادر من حيث طبيعتها بين محاضرات أسبوعية ، أو عروض لأبحاث الطلاب.
وبالنسبة للمشاركة في المنتديات ، فقد كانت أكثر فاعلية حيث كانت في المقررات الثلاثة كالتالي :
- مقرر الاتجاهات الحديثة في بناء وتنمية المجموعات : 30 موضوع ، ضمت 85 مشاركة، وذلك في الفترة من 5 أكتوبر 2004 وحتى 29 ديسمبر 2005
- مقرر شبكات المكتبات والمعلومات : 30 موضوع ، ضمت 143 مشاركة ، وذلك في الفترة من 3 أكتوبر 2004 وحتى 28 ديسمبر 2005
- مقرر الاتجاهات الحديثة في خدمات المستفيدين : 16 موضوع ، ضمت 145 مشاركة ، وذلك في الفترة من 3 أكتوبر 2004 وحتى 23 २००५



العصر الرقمي والتعليم


د. حاتم عبد الرحمن أبو السمح د.صلاح محمد رحال



ملخص
قادت التقانة الرقمية إلى تطورات كبيرة في المجالات المختلفة، ويمكن وصف العصر الحالي بالعصر الرقمي.
لقد تمت الإشارة -في الجزء الأول من هذه المقالة- إلى أن التعليم في هذا العصر سيعتمد على المدرسة الإلكترونية، حيث التقانة الجديدة من الحواسب والأجهزة المرتبطة بها والشبكات وخاصة الإنترنت ستكون أدوات شائعة. وستؤدي هذه التقانة إلى تغير جذري في العملية التعليمية.
وفي الجزء الثاني تم تسليط الضوء على التوجهات والمبادرات والقرارات العائدة للمدرسة الإلكترونية/مدرسة التعليم المستقبلي في بلدان الاتحاد الأوربي.
وفي الجزء الثالث تم استعراض موجز للتعليم في مدارس المملكة. وخلصت المقالة إلى بعض الاستنتاجات.

العصر الرقمي والتعليم

كان العلم ومازال وسيبقى السر الكامن وراء تقدم الأمم وتفوقها، وتستمر المساعي حثيثة لإيصال العلم للمتعلمين وفق أفضل السبل والتقانات الممكنة.
في الماضي كان المعلم ينقل العلم إلى المتعلم عن طريق الشرح له والرد على استفساراته أي عن طريق المحادثة بينهما، وبالتالي كان عدد المستمعين للمعلم الواحد محدوداً. بعد ذلك أتت مرحلة (ثورة) القراءة – الكتابة حيث أصبح من الممكن لأعداد كبيرة أن تتلقى العلم من المعلم. في هذه المرحلة كانت التقانات المتاحة هي القلم والورق ولاحقاً الصحافة المطبوعة.
تلت هذه المرحلة مرحلة (ثورة) التجمعات التعليمية (المدارس والكليات) والتي تميزت بتجمع الطلاب والأساتذة والموارد الأكاديمية مع بعضها، فقد استقطبت هذه التجمعات الطلاب والأساتذة من مسافات بعيدة عنها مما مكنهم من التفاعل فيها تلقائياً. كما تم في هذه المرحلة تجميع وتنظيم الموارد الأكاديمية في أقسام تخصصية، وكانت التخصصات تتطور مع الزمن وتنقسم إلى أقسام فرعية أكثر تخصصية. في هذه المرحلة كانت التقانات المتاحة هي قاعات المحاضرات والمخابر والمكتبات.
في الوقت الحالي يمكن اعتبار المرحلة (الثورة) الثالثة قد بدأت ، وهذه المرحلة ما هي إلا نتاج للعصر الإلكتروني الرقمي وما يقدمه من تقانات: شرائح السيليكون، أجهزة التلفون، آلات الفاكس، الكاميرات الفيديوية، الحواسب، وسائل الاتصالات وما تستخدمه من تقانات الألياف البصرية و الأقمار الصنعية، وسائل تخزين المعلومات، الشبكات حول العالم وخاصة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) [1].
ويمكن ببسـاطة القول بأن عالم اليوم هو عالم مليء بالصـور والصوت عبر الوسـائل المخـتلفة( تلفزيون، راديو، حواسب، جرائد، مجلات، إعلانات)، ويمكن وصف الثقافة المعاصرة بأنها ثقافة القراءة – الكتابة عن طريق الوسائط [2].
ومن المتوقع أن يحدث العصر الرقمي ثورة في التعليم حيث تمكن تقانات هذا العصر الطلاب من أن يصبحوا أكثر نشاطاً وأكثر استقلالية في تعلمهم. فالإنترنت سوف تسمح بإقامة تجمعات ذات بنى معـرفية جـديدة يمكن فيها للأطفال وللبالغين في أنحاء العالم من أن يتعاونوا وأن يتعلموا الواحد من الآخر [3].
وسوف تسمح الحواسب للطلاب بتحمل مسؤولية التعلم عن طريق الاستكشاف والتعبير والتجربة. وهذا سينقل دور الطالب من كونه "متلقن" إلى "متعلم" ودور المعلم من "خبير" إلى "متعاون أو موجه".
حول هذه الأفكار تتمحور البنية التعليمية لهذه المرحلة، حيث أن المعرفة ليست فقط عملية نقل من الأستاذ إلى الطالب وإنما أيضاً الكيفية لتلقي الطالب لهذه المعرفة من الناحية الذهنية. وهنا يقترح إيجاد اتصال قوي بين "ما يتم عمله" و"ما يتم تعلمه": فالنشاطات مثل "عمل"، "بناء"، "برمجة" تؤمن وسيلة غنية للتعلم، وتمكن الطلاب من حمل مسؤولية أكبر في العملية التعليمية.
من ناحية ثانية فإن أحد التطبيقات الهامة لتقانة الحاسب هو المحاكاة، فالمحاكاة الحاسبية تمكن الطلاب من استكشاف ظاهرة ما تكون كلفة العمل بها –في حال عدم استخدام المحاكاة- عالية، أو يكون من غير العملي البتة العمل بها خلال الدرس. ويمكن التأكيد بأن أعمال المحاكاة فعالة لأنها تؤمن أداة توجيه جيدة للطلاب لفهم ومكاملة ما تعلموه.

تدور نقاشات في أنحاء العالم المختلفة حول التقانات الجديدة ودورها في المجتمع وارتباط مدرسة المستقبل بهذه التقانات. ففي الاتحاد الأوربي أقر رؤساء دوله في اجتماعهم في لشبونة في آذار 2000 بأن " الاتحاد الأوربي يواجه تغيراً مفاجئاً ناجماً عن العولمة والاقتصاد الجديد المقاد بالمعرفة ً ووضعوا أمامهم هدفاً اسـتراتيجياً رئيسياً هو " أن يصبح اقتصاد الاتحاد الأوربي الأكثر منافسة وديناميكية وقيادةً بالمعرفة في العالم، قادراً على النمو بشكل مستمر مع فرص عمل أكثر وأفضل وتماسك اجتماعي أقوى "[4].
لقد استند المعنيون في الاتحاد الأوربي في قرارهم المشار إليه أعلاه إلى أن الطريق قد أصبح معبداً لأجل الاقتصاد الجديد وللمجتمعات التي توجه بشكل متزايد بواسطة المعلومات والمعرفة، وإلى قناعتهم أنه وعلى الرغم من أن أنظمة التعليم والتدريب في أوربا تأتي ضمن المواقع الأفضل في العالم، إلا أن بلدانهم تعاني من ضعف أساسي وتقع خلف الولايات المتحدة الأمريكية وذلك فيما يخص استخدام التقانات الجديدة للمعلومات والاتصالات، ويظهر ذلك بشكل أساسي في المجالات التالية:
- نقص في المعدات (الحواسب) والبرمجيات: الحواسب في المدارس تتفاوت من حاسب واحد فقط لكل 25 إلى 400 تلميذ.
- نقص في أعداد المعلمين في أوربا المؤهلين في مجال التقانات الجديدة ، وهم قلة حتى في أكثر البلدان الأوربية تطوراً. مع الإشارة إلى أنه على مدى الخمس سنوات القادمة فإن 50 % من الوظائف سترتبط بهذه التقانات ، وأن النقص في الأخصائيين بهذا الشأن بلغ في عام 1998 في أوربا 5, 0 مليون وظيفة، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الحال فإن العدد يصبح 6,1 مليون في عام 2002.
- إنتاج أوربا قليل جداً من برمجيات الوسائط المتعددة التعليمية ومن المنتجات الأخرى المعدة للأغراض التعليمية و للتدريب. مع الإشارة إلى أنها قدرت في السوق الدولية بأكثر من 2 بليون دولار في عام 2000 وأن حوالي 80 % من موارد الخط المباشر تأتي حالياً من الولايات المتحدة الأمريكية. ويعود كون صناعة الوسائط المتعددة للأغراض التعليمية غير مستغلة في أوربا على النحو المرجو إلى وجود عدد كبير جداً من الشركات الصغيرة، في حين أن الروابط بين أنظمة التعليم والتدريب من جهة والصناعة من جهة ثانية غير قوية إلى الحد التي يمكنها من أن تلبي بشكل فعلي متطلبات التعليم والتدريب.
- الكلفة العالية للاتصالات اللاسلكية في أوربا، مما يشكل عقبة في طريق الاستخدام المكثف للإنترنت وتعميم الثقافة الرقمية. مع الإشارة إلى أن تخفيض هذه الكلفة في أوربا وخاصة لمراكز التعليم والتدريب –كما تم فعله في الولايات المتحدة الأمريكية – سيحدد سرعة الانتقال إلى المجتمع المبني على المعرفة.
هذه الاعتبارات تتطلب إجراءات عاجلة على كل المستويات في التعليم، والتدريب، والأبحاث. وقد
وضع المعنيون في الاتحاد الأوربي أهدافاً طموحة لتعديل أنظمة التعليم والتدريب فيه، وطلب من مجلس التعليم أن يتمعن في الأهداف المستقبلية لأنظمة التدريس، كما طلب من المجلس والمفوضية الأوربية لأن يضعوا خطة تنفيذية لأوربا الإلكترونية.
ضمن هذا الإطار اعتمدت المفوضية الأوربية في أيار 2000 مبادرة تدعى "تصميم تعليم الغد" والتي تهدف إلى استخدام التقنات الرقمية من الحواسب والوسائط المتعددة والإنترنت لتحسين نوعية التعليم. وهي جزء من " الخطة التنفيذية لأوربا الإلكترونية " التي تمتد فترتها بين 2001 و 2004 وتمكن أوربا من استثمار قوتها للتغلب على العوائق التي تفصلها عن التقنات الرقمية والتي لها طاقة قوية كامنة يرتبط بإمكانيات استخدامها مستقبل الاقتصاد [5].
يعتبر الهدف الأول لمبادرة تعليم الغد/التعليم الإلكتروني هو تسريع إقامة بنية تحتية ذات نوعية عالية وبكلفة معقولة في الاتحاد الأوربي تتمحور أهدافها حول ما يلي:
- تزويد كل المدارس بإمكانية الدخول إلى الإنترنت وإلى الموارد ذات الوسائط المتعددة وذلك قبل غاية 2001، وتجهيز كل الصفوف بوصلة إنترنت سريعة قبل غاية 2002.
- وصل كل المدارس مع الشبكات الخاصة بالأبحاث وذلك قبل غاية 2002.
- بلوغ نسبة 5 – 15 تلميذ لكل حاسب مع وسائط متعددة وذلك قبل غاية 2004.
- دعم تطور المناهج المدرسية بهدف إدخال طرق جديدة معتمدة على تقانات المعلومات والاتصالات وذلك قبل غاية 2000.
كما تتضمن مبادرة التعليم الإلكتروني التدريب - وعلى كل المستويات للمعلمين والمدربين - على التقانة والاستخدام التعليمي لها والمقررات وكيفية إدارة عملية الانتقال إلى العصر الرقمي. وهذا يعني عدداً كبيراً من الناس: 81 مليون من سكان الاتحاد الأوربي )دون سن 25 عام( في المدارس و 5 مليون مدرس، إضافة لعدة ملايين يعملون في مجال التدريب.
وقد تم وضع أهداف خاصة بمواءمة أنظمة التعليم والتدريب للمجتمع المبني على المعرفة شملت:
- تدريب عدد كاف من المدرسين على استخدام الإنترنت وموارد الوسائط المتعددة وذلك قبل غاية عام 2002.
- التأكد من أن المدارس ومراكز التدريب قد أصبحت مراكز محلية لتحصيل المعرفة ومتاحة لأي شخص.
- تزويد التلاميذ بثقافة رقمية واسعة وذلك قبل غاية عام 2003.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الأخير لمبادرة التعليم الإلكتروني هو تقوية عرى التعاون وتحسين الروابط بين الإجراءات والمبادرات على كل المستويات _ المنطقة، المحافظة، الدولة، ودول الاتحاد _ وبين كل المعنيين في هذا المجال: الجامعات، المدارس، مراكز التدريب، متخذو القرار، المعنيون بانتقاء التجهيزات والبرمجيات والخدمات بأنواعها.
وقد تشكلت ثلاث فرق عمل للعمل في موضوع مبادرة التعليم الإلكتروني لبلدان الاتحاد الأوربي.
وفي المملكة العربية السعودية فإن التعليم قد أخذ شكله النظامي منذ فترة غير بعيدة نسبياً(*) وشهد تطوراً متسارعاً بشكل ملموس حيث أن عـدد الطلاب والطالبات في عام 1422/1423 للمراحـل التي تسبق المرحـلة الجامعية يزيد على 6,4 مليون، وعدد المعلمين والمعلمات والإداريين للعام الدراسي 1422/1423 بحدود 400 ألف [6-8].
ولا بد عند وضع الخطط لمدة منظورة (مثلاً 5 سنوات) للانتقال إلى المدرسة الإلكترونية من مراعاة التطور للأعداد المذكورة أعلاه والذي يقدر سنوياً بحوالي 5,2 % للطلاب و 2,4 للمعلمين و 7,1 للإداريين [9،10].
وفي ضوء النهوض بالعملية التعليمية والتربوية في المملكة تم تنظيم التعليم الثانوي المطور حيث أصبحت دراسة الحاسب الآلي مادة إجبارية منذ عدة سنوات ولكافة طلاب المرحلة الثانوية ، مما يشكل خطوة جيدة باتجاه مدرسة المستقبل. ومن المناسب استكمال الخطوات الأخرى لهذه المدرسة
بتحقيق أفضل استفادة ممكنة مما تقدمه التقانات الجديدة من إمكانات لكسب المعرفة. إضافة إلى تعميم
استخدام الحاسب والتقانات المشار إليها في المراحل التي تسبق المرحلة الثانوية ووفق خطط معدة لهذه الغاية।
(*) تم ذلك عند إنشاء مديرية المعارف العمومية في رمضان 1344، والتي حلت محلها وزارة المعارف في عام 1373 [6]।

استنتاجات
- العصر الرقمي - والذي نشهد بداياته - سيؤدي إلى تغييرات أساسية في مجالات الحياة المختلفة، ومن الضروري مواكبته بشكل ملائم.
- المدرسة الإلكترونية (بما في ذلك التعليم عن بعد) هي إحدى النتائج الهامة للعصر الرقمي وتقاناته الجديدة، وتعتبر الركيزة الرئيسية في تعليم الغد.
- متطلبات المدرسة الإلكترونية متشعبة وتشمل: التأهيل والتدريب، التجهيزات (حواسب ووسائط متعددة)، البرمجيات (التشغيلية والتعليمية)، الشبكات (المحلية والإنترنت)، التحديث ومعدلاته، الخدمات والصيانة،..
- من الضروري الانتقال التدريجي إلى المدرسة الإلكترونية وفقاً لخطة معدة بشكل محكم، تلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع من النواحي المختلفة، وتكون بكلفة معقولة وذات مردود منتظر عالي. كما أن من الضروري أن تبنى التوجهات بشأن هذه المدرسة بحيث يستفاد من التقانات الجديدة المرتبطة بها في المحافظة على الثقافة الإسلامية بل وتعزيزها.
- من المناسب النظر بتشكيل فريق عمل مهني رفيع المستوى تشارك فيه الجهات المعنية لوضع الدراسة اللازمة بشأن عملية الانتقال في المملكة إلى المدرسة الإلكترونية خلال مدى منظور، مع الأخذ بعين الاعتبار فيها لنمو الأعداد من الطلاب/الطالبات والمعلمين/المعلمات والإداريين المساعدين خلال هذا المدى.
References

1. Stephen C. Ehrmann
Access and/or Quality? Redefining Choices in the Third Revolution.
Educom Review, Volume 34, No 5- 1999, &
www.educause.edu. 9 pages
2. Elizabeth Thoman
Skills & Strategies for Media Education, 18 pages.
www.medialit.org.
3. The Current State of Technology and Education: How Computers Are Used in K-12 and Brown University Classrooms, 9 pages, 10/1997
Matt Lerner Commission of the European Communities.
4. Communication from the Commission,
e-Learning – Designing tomorrow’s education, Brussels, 24.5.2000.
The e-Learning Action Plan. Designing tomorrow’s education, Brussels, 28.3.2001.
5. Commission of the European Communities.
Communication from the Commission to the Council and the European Parliament.
The e-Learning Action Plan. Designing tomorrow’s education, Brussels, 28.3.2001.
6 - تعريف بالوزارة
www.moe.sa
7- بيانات إحصائية (أولية) شاملة عن تعليم البنات لجميع القطاعات الحكومية والأهلية للعام الدراسي 1422/1423.
الرئاسة العامة لتعليم البنات، الوكالة المساعدة للتخطيط والتطوير، الإدارة العامة للتخطيط.
8- العام الدراسي 1422/1423
بيانات أولية عن تعليم البنين بالمملكة من واقع شهر جمادى الثانية عام 1422.
وزارة المعارف – مركز الحاسب والمعلومات، إدارة المعلومات الإحصائية.
9- بيانات إحصائية للأعوام الدراسية 1417/1418 حتى 1421/1422(خاصة بالبنين) .
وزارة المعارف – مركز الحاسب والمعلومات، إدارة المعلومات الإحصائية.
10- بيانات إحصائية للأعوام الدراسية 1419/1420 حتى 1421/1422(خاصة بالبنات).
الرئاسة العامة لتعليم البنات، الوكالة المساعدة للتخطيط والتطوير، الإدارة العامة للتخطيط، إدارة الإحصاء।
عنوان الموقع
عنوان الرابط

التعليم الإلكتروني ترف أم ضرورة

بسم الله الرحمن الرحيم
التعليم الالكتروني... ترف أم ضرورة...؟
ورقة عمل مقدمة لندوة: مدرسة المستقبل
جامعة الملك سعود
16-17 رجب 1423 هـ


إعداد
د.إبراهيم بن عبدالله المحيسن
التعليم الالكتروني... ترف أم ضرورة...؟!


ملخص
حاولت هذه الورقة تعريف التعليم الالكتروني (الافتراضي) وتحديد أهم مصطلحاته: المتعلم إلكترونيا، المعلم إلكترونيا، المدرسة الالكترونية، المكتبة الالكترونية، الكتاب الالكتروني، ....، وبعد ذلك تطرح الورقة هذا النوع من التعليم كتحد يواجه التعليم المعاصر؛ فبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه هذا النوع من التعليم في مدارس الدول الصناعية، إلا هناك عوائق كبيرة تواجه هذا النوع من التعليم في مدارسنا. وتنتهي الورقة ببعض الحلول العاجلة "لمواكبة الركب" واستثمار هذه الفرصة التعليمية السانحة في وقت نحن في أمس الحاجة إليها.

مقدمة
لم يشهد عصر من العصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة، من أهمها الثورة الهائلة التي حدث في تقنيات الاتصالات والمعومات والتي توجت أخير بشبكة المعلومات الدولية (انترنت).
وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرة الصف وبين أروقة المدرسة، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو تأسيس تعليم متكامل معتمدا على هذه التقنيات وهو ماسمي بالتعليم الالكتروني أو الافتراضي (Virtual Learning) ، وقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التعليم في السنوات الخمس الأخيرة، إذ نظمت الجمعية الأمريكية لعمداء القبول والتسجيل أول مؤتمر دولي للتعليم الالكتروني في مدينة دنفر بولاية كلورادو الأمريكية في شهر أغسطس من عام 1997م وأتبع بقمة للمسؤولين عن هذا التعليم، وحضر القمة والمؤتمر مدراء جامعات وعمداء قبول في أهم مؤسسات التعليم الالكترونية في أمريكا ودول أخرى متعددة
[1]، وكان من أهم توصيات القمة والمؤتمر مايلي
(AACRAO, 1997)
التعليم الالكتروني وجميع وسائله ستكون ضرورية وشائعة لإكساب المتعلمين المهارات اللازمة للمستقبل.
التعليم الالكتروني فتح آفاقا جديدة للمتعلمين لم تكن متاحة من قبل، وهي حلا واعدا لحاجات تلاميذ المستقبل.
يجب تطبيق ماتم التوصل إليه من منافع التعليم الالكتروني مع عدم إغفال الواقع التعليمي المعتاد.
تعريف التعليم الالكتروني أوالإفتراضي
هو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين المتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذا المصطلح منها :Online Education وَ Web Based Education وَ Electronic Education وغيرها من المصطلحات (المحيسن وهاشم، 1419 هـ). ويميل الباحث إلى استخدام مصطلح التعليم الالكتروني بدلا من مصطلح التعليم الافتراضي، وذلك لأن هذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم المعتاد إلا أنه يعتمد على الوسائط الالكترونية، فالتعليم إذن حقيقيا وليس افتراضيا كما يدل على ذلك مصطلح التعليم الافتراضي. يقول دوبس وفليب: " إن المتعلم إلكترونيا هو متعلم حقيقي لكنه يتعلم في بيئة إلكترونية" (Dubois, and Phillipp, 1998, p.137)، ويؤكد هذه الحقيقة رتشارد لويس حينما يتساءل عن طبيعة المعنى الدقيق لكلمة افتراضي (Virtual) فيجد أنها تعني شيئا ليس حقيقيا، ولكن هل التعليم باستخدام التقنيات الالكترونية –كما يذكر- ليس حقيقيا؟! (Lewis, 1997) . إننا يجب أن ننظر إلى النتائج لا أن ننظر إلى عدم ظهور هذا النوع من التعلم، ولا شك أن نتائج هذا التعليم توحي بوجود تعليما حقيقيا ربما يواكب التعليم المعتاد.

طبيعة التعليم الالكتروني
بنظرة سريعة إلى التعليم الالكتروني أو الافتراضي يمكن القول أن ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال، واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين الطالب والمعلم وبين الطالب والمدرسة-وربما بين المدرسة والمعلم-. ولا يستلزم هذا النوع من التعليم وجود مباني مدرسية أو صفوف دراسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية للتعليم، ولكي نوضح الصورة الحقيقية له نرى أنه ذلك النوع من التعليم الافتراضي بوسائله، الواقعي بنتائجه. ويرتبط هذا النوع بالوسائل الالكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات، وأشهرها شبكة المعلومات الدولية (انترنت) التي أصبحت وسيطا فاعلا للتعليم الالكتروني.
ويتم التعليم عن طريق الاتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم وعن طريق التفاعل بين المتعلم ووسائل التعليم الالكترونية الأخرى كالدروس الالكترونية والمكتبة الالكترونية والكتاب الالكتروني وغيرها.
المتعلم الكترونيا Virtual Learner
وكما شاع استخدام مصطلح الجامعة الافتراضية (Virtual University) وحجرة الدراسة الافتراضية (Virtual Classroom ) ، فقد شاع أيضاً استخدام مصطلح المتعلّم الافتراضي (Virtual Learner) ، وإذا كنا قد سلمنا بعدم مناسبة استخدام مصطلح التعليم الافتراضي، فإنه من الأجدر أن نسلم بعدم ملاءمة استخدام مصطلح " المتعلم الافتراضي"، ولذلك، نحن نرى خطأ هذا المصطلح وتصحيحه بمصطلح "المتعلم إلكترونيا" نظرا لأن الطالب (الإنسان) ولن يتغير نوعه بتغير التقنية أو الأداة التي يستخدمها للتعلم ، وإنما الذي تغير كيفية أو طريقة تعلمه ولهذا كان الأنسب عدم تغيير المتعلم وإضافة كلمة تفيد الطريقة التي يتم التعلم بها، وهي كلمة إلكترونيا كما شرحنا آنفا.
وقد يكون من الضروري الإشارة إلى أن مصطلح المتعلم إلكترونيا أو التلميذ الافتراضي مصطلح غير مستقر فقد يطلق هذا المصطلح ويراد به المتعلم الحقيقي(Actual Learner) ، وقد يطلق ويراد به المتعلم الإلكتروني (Virtual Learner) أو الـ (Virtual Student) وفي هذه الحال فإن المقصود هنا هو مايعرف الوكيل الإلكتروني (Virtual Agent) أو الـ (Cyber Agent) الذي يحل محل الطالب في الجلسات التعليمية عند عدم تمكنه من حضورها ، أو رفيق الدراسة الافتراضي ، (Virtual Companion) وهؤلاء في الحقيقة ليسوا طلاباً ولا رفقاء حقيقيون ، فالطالب أو الرفيق الإلكتروني هنا عبارة عن برنامج إرشادي وتعليمي ذكي يتفاعل معه الطالب الحقيقي ، فبدلاً من اختيار طالب حقيقي يمكنه اختيار طالب افتراضي يتشارك معه في الوصول إلى حلول للمشكلات ، ويتبادل معه الأدوار ، وكما أن هناك طالباً افتراضياً فهناك أيضاً المرشد الافتراضي (Virtual Tutor) ومساعد المعلم الشخصي الافتراضي (Virtual Personal Teacher Assistant) (Chan et al., 1997, p. 609) .

المعلم الكترونيا Virtual Teacher
وهو المعلم الذي يتفاعل مع المتعلم إلكترونيا، ويتولى أعباء الإشراف التعليمي على حسن سير التعلم، وقد يكون هذا المعلم داخل مؤسسة تعليمية أو في منزله، وغالبا لا يرتبط هذا المعلم بوقت محدد للعمل وإنما يكون تعامله مع المؤسسة التعليمية بعدد المقررات التي يشرف عليها ويكون مسئولا عنها وعدد الطلاب المسجلين لديه.
لماذا التعليم الالكتروني؟
قبل التسرع وتشجيع هذا النوع من التعليم يجب أن يطرح مثل هذا السؤال. ويمكن مناقشة بعض العوامل التي تشجع هذا النوع من التعليم، ومنها:
1- زيادة أعداد المتعلمين بشكل حاد لاتستطيع المدارس المعتادة استيعابهم جميعا، وقد يرى البعض أن التعليم المعتاد ضرورة لاكساب المهارات الأساسية مثل القرآن الكريم والقراءة والكتابة والحساب، إلا أن الواقع يدل على أن المدارس بدأت تئن من الأعداد المتراكمة من المتعلمين، ونرى أن مثل هذا النوع من التعليم ينبغي أن يشجع في المستويات المتقدمة (الثانوية ومابعدها) أما المراحل الدنيا من التعليم فإن هذا النوع من التعليم قد لا يناسبها تماما.
2- يعتبر هذا التعليم رافدا كبيرا للتعليم المعتاد، فيمكن أن يدمج هذا الأسلوب مع التدريس المعتاد فيكون داعما له، وفي هذه الحالة فإن المعلم قد يحيل التلاميذ إلى بعض الأنشطة أو الواجبات المعتمدة على الوسائط الالكترونية.
3- يرى البعض مناسبة هذا النوع من التعليم للكبار الذين ارتبطوا بوظائف وأعمال وطبيعة أعمالهم لاتمكنهم من الحضور المباشر لصفوف الدراسة.
4- ونظرا لطبيعة المرأة المسلمة وارتباطها الأسري، فإننا نرى أن هذا النوع من التعليم يعتبر واعدا لتثقيف ربات البيوت، ومن يتولين رعاية المنازل وتربية ابناءهن.

معوقات أمام التعليم الالكتروني
بالرغم من حماس المربين للتعليم الالكتروني، فإن هذا النوع من التعليم لا ينفك من بعض المعيقات، ومنها:
1- المعيقات المادية: مثل انتشار أجهزة الحاسب وتغطية الانترنت وسرعتها، وانخفاض سعرها.
2- المعيقات البشرية: إذ أن هناك شح بالمعلم الذي يجيد "فن التعليم الالكتروني"، وإنه من الخطأ التفكير بأن جميع المعلمين في المدارس يستطيعون أن يساهموا في هذا النوع من التعليم.

نماذج من المدارس الالكترونية
يستعرض هذا الجزء نماذج من المدارس المسكنة على الانترنت، مع استعراض سريع لكيفية سير الدراسة فيها.

المراجع الأولية

1- المحيسن، إبراهيم و خديجة هاشم. التعليم العالي عن بعد باستخدام شبكة المعلومات الدولية. ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الثالث لإعداد المعلم ،مكة المكرمة / جامعة أم القرى / كلية التربية. 19-21 شعبان 1419هـ
2- AACRAO (1997). Virtual Learning Environments. Proceeding.
3- Chan,Tak-Wai , et.al (1997). A Model Of World- Wide Education Web ", In : Proceedings Of International Conference On Computers In Education , Malaysia , 1997
4- Dubois J and Will Phillip (1997). The virtual learner: Real learner in a virtual environment. Paper presented at Virtual learning environment conference. Denver, USA.
5- Leiw, R. (1997). How real is my Virtual University. Paper presented at Virtual learning environment conference. Denver, USA.
6- Roddy, M. (1996). Using the Internet Preservice Novice Teachers. Paper presented at the 7th International Conference of Technology and Teacher Education, Phoenix, Arizona.
[1] حضر الباحث هذا المؤتمر ممثلا للمملكة في شهر أغسطس عام 1998م।
عنوان الموقع :
عنوان الرابط لحفظ المفال

mercredi 30 avril 2008

التعلم في المملكة العربية السعودية


التعليم الإلكتروني في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية
حمد بن عبدالله القميزيمشرف التدريب التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرجطالب الدكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- تخصص المناهج وطرق التدريس
المقــــــــــــــــــــدمة:

تتسابق دول العالم اليوم وبشكل سريع على عوامل الرقي والتقدم الحضاري في شتى المجالات، وخصوصاً في مجال التربية والتعليم إدراكاً منها بدوره الكبير في رقي وتقدم البلاد।وتعتبر ثورة التعليم الإلكتروني من الثورات التي أحدثت وستُحدث تغيرات مستقبلية إيجابية في مجال التربية والتعليم جعلت الدول تنفق الكثير من الأموال في سبيل الاستفادة منه، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حجم سوق التعليم الإلكتروني في العالم يقدر بـ(11) مليار دولار سنوياً تتركز نسبة ما بين 60-70% منها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدّر حجم الإنفاق العربي على التعليم الإلكتروني خلال الأعوام القليلة الماضية بـ(15) مليون دولار، ومن المتوقع أن يرتفع إلى (50-60) مليون خلال العامين القادمين، وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول العربية من حيث الإنفاق والاستثمار في التعليم الإلكتروني، حيث أن حجم سوق التعليم الإلكتروني فيها بلغ نحو (6) ملايين دولار أمريكي خلال عام 2003م ومن المتوقع أن يزيد خلال السنوات الخمس القادمة ليصل إلى (24) مليون دولار بنهاية عام 2008م.وتعتبر النظرة العلمية للواقع والإمكانيات المتاحة والإطلاع على واقع وتجارب الدول الأخرى في مجال التعليم الإلكتروني ووضع الآلية المناسبة وفق دراسات علمية لتطبيق المجال في الميدان التربوي والتعليمي ثم صياغة الرؤية المستقبلية له والارتقاء بها من أهم الأمور التي يتطلبها التفكير في إدخال التعليم الإلكتروني وأنظمته إلى التعليم العام في أي دولة من دول العالم.ومن خلال الرؤية الموضوعية للواقع الحالي لوزارة التربية والتعليم ولمدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية وبعد الإطلاع على عددٍ من الدراسات والبحوث وتجارب بعض الدول وخصوصاً العربية منها –نظراً للتقارب بيننا وبينها في الواقع والإمكانيات- في مجال التعليم الإلكتروني أمكن تحديد الرؤية المستقبلية للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية من خلال الإجابة على هذه التساؤلات:-

ما الواقع والإمكانيات المتاحة حالياً في وزارة التربية والتعليم ومدارسها للتعليم الإلكتروني؟- ما الآلية المقترحة لتطبيق التعليم الإلكتروني في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية؟- ما الرؤية المستقبلية للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس القادمة؟الواقع والإمكانيات المتاحة حالياً في وزارة التربية والتعليم ومدارسها للتعليم الإلكتروني:من خلال النظر لواقع وزارة التربية والتعليم والإمكانيات المتاحة فيها حالياً نجد أنه ليس هناك جهة معينة تشرف على التعليم الإلكتروني (إدارة أو إدارة عامة)، وواقع أغلب الإدارات التي لها علاقة بالمجال تحاول أن تعمل لوحدها دون التعاون مع الإدارات الأخرى، فمثلاً: وكالة الوزارة للتطوير التربوي، والوكالة المساعدة للتقنيات التربوية والمعلوماتية، والإدارة العامة للإشراف التربوي، والدعم الفني، وأندية الحاسب الآلي وغيرها من الجهات كل يعمل لوحده ويريد أن يكون هو المسئول عن هذا المجال، أما المقررات الدراسية فقد تم تنظيم محتواها وتصميمه للتعليم التقليدي، كما أن الميزانيات التقديرية والدعم المادي والمعنوي لهذا المجال قد لا تحقق الآمال المرجوة، إضافة إلى تمسك البعض بالتعليم التقليدي أو ما يسمى بـ(أصالة القديم).وبالنظر للواقع الحالي في مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية من حيث الاستعداد للاستفادة من التعليم الإلكتروني نجد أنها مختلفة من حيث التجهيزات والإمكانيات، فهناك المباني الحكومية والمباني المستأجرة والمدارس الحكومية والمدارس الأهلية، وغالباً ما يوجد بالمدارس الحكومية أعداد كبيرة من الطلاب، وبها معمل حاسب آلي وعلى الأكثر معملين، وفي الغالب أن الأجهزة الموجودة قد لا تتناسب والاستفادة المناسبة من هذا المجال ولا تتناسب أيضاً وأعداد الطلاب، ويوجد بالمدارس خط هاتفي وفي الأكثر خطين هاتفيين، وبها معلمين للحاسب الآلي بناءً على أعداد الفصول، وأن عدداً كبيراً من معلمي المواد الأخرى لا يتقن مهارات الحاسب الآلي –فضلاً عن تقنيات التعليم الإلكتروني-، إضافة إلى أن الطلاب مثقلين بقدرٍ كبير من المقررات الدراسية، وأن عدداً منهم ليس لديهم الرغبة في التعلم.الآلية المقترحة لتطبيق التعليم

الإلكتروني في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية:بعد تحديد الواقع والإمكانيات المتاحة حالياً في وزارة التربية والتعليم ومدارسها للتعليم الإلكتروني أمكن تلخيص الآلية المقترحة لتطبيق التعليم الإلكتروني في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية في النقاط الآتية:- أن تتبنى سياسة الدولة والقيادات التربوية في المملكة مشروع التعليم الإلكتروني، إذ من المهم توفير دعم على المستوى السياسي والتربوي لضمان نجاح نظام التعليم الإلكتروني ووضعه على سلم الأولويات الوطنية كما حدث ذلك في ماليزيا والإمارات العربية المتحدة.- أن تشجع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ممثلة في جامعاتها على إجراء الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالتعليم الإلكتروني وأن تعقد الندوات والمؤتمرات العلمية التي تناقشه.- أن تحدد وزارة التربية والتعليم جهة مشرفة ومسئولة عن التعليم الإلكتروني حتى لا تتضارب الآراء وتتبعثر الجهود بين الجهات، وأن ترتبط هذه الجهة مباشرة بنائبي وزير التربية والتعليم.- أن يتولى الإدارة والعمل في هذه الجهة المسئولة عن التعليم الإلكتروني أكاديميون ومهنيون متخصصون في هذا المجال ولديهم الخبرات الكافية.- التوعية الشاملة لجميع أفراد المجتمع بالتعليم الإلكتروني وأهميته في التربية والتعليم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وهذه الخطوة يجب أن تسبق تنفيذ أو تجريب أي مشروع للتعليم الإلكتروني بحيث تؤدي هذه التوعية بشعور أفراد المجتمع أو أغلبهم بأهمية استخدام التعليم الإلكتروني في التربية والتعليم.- أن تعمل الجهة المشرفة على التعليم الإلكتروني في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهة المسئولة عن المناهج والمقررات الدراسية على تحويل المقررات الدراسية من الصورة المكتوبة إلى الصورة الرقمية.- عمل خطة تدريبية على مدى سنوات محددة –خمس سنوات مثلاً- يتم من خلالها تدريب المعلمين والإداريين في المدارس والمشرفين التربويين على برامج التعليم الإلكتروني.- العمل على تبادل الخبرات والتجارب مع الدول المتقدمة والدول التي تشبه ظروفها ومقومتها الظروف والمقومات المحلية في إطار تعاون جدي يضمن الفائدة للجميع.- أن تعمل وزارة التربية والتعليم على توفير الأجهزة والبرمجيات التعليمية اللازمة لنجاح تطبيق التعليم الإلكتروني.- التدرج في تنفيذ مراحل المشروع، فمثلاً:أن يكون في كل مدرسة خطوط هاتفية خاصة بالإنترنت.أن تتصل كل مدرسة عن طريق شبكة الإنترنت أو شبكة الإنترانت بوزارة التربية والتعليم وإدارات التربية والتعليم والمدارس الأخرى والقطاعات التربوية والتعليمية وجميع الجهات التي يمكن أن تقدم خدمات للمدرسة.أن يكون لكل معلم وكل طالب في المدرسة وولي أمره بريد إلكتروني.أن يقوم معلمي الحاسب الآلي والمعلمين المتميزين في هذا المجال بتقديم الواجبات المنزلية وبعض أجزاء المقرر الدراسي باستخدام التعليم الإلكتروني، ويتم تشجيعهم على هذا التميّز وحثهم على الاستمرار والتطوير.أن ترسل كل مدرسة تقرير مفصل عن كل طالب إلى ولى أمره عن طريق الإنترنت.أن تضع إدارة المقررات الدراسية في وزارة التربية والتعليم بعض المقررات على شبكة الإنترنت أو شبكة الإنترانت للطلاب الذي يرغبون في الاستفادة منها. وبهذه الآلية يكون التدرج المنطقي في تطبيق نظام التعليم الإلكتروني سعياً للوصول إلى المستوى المطلوب في تطبيقه وتحقيق أهدافنا المنشودة منه.الرؤية المستقبلية للتعليم الإلكتروني في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية:يمكن من خلال ما سبق توقع رؤية مستقبلية خلال السنوات الخمس القادمة على النحو التالي:- لن يصبح التعليم الإلكتروني بديلاً أو موازياً للتعليم التقليدي في التعليم العام، وإن كان من المتوقع أن يفتح مجالاً واسعاً للتعليم العالي، وإن لم يكن بنفس الاعتراف والتقدير من قبل الجهات الحكومية أو الأهلية.- سيصبح التعليم الإلكتروني رديفاً ومسانداً للتعليم التقليدي في التعليم العام، ويهتم به الطلاب الموهوبون والمتفوقون، ويستخدمه المعلمون المتميزون في مجال الحاسب الآلي.- سينبهر بعض التربويون والمعلمون والطلاب بتقنيات التعليم الإلكتروني ويهتمون بها على حساب الجانب التربوي والتعليمي.- سيعمل في إدارة هذا المجال (التعليم الإلكتروني) أناسٌ ليس هذا مجالهم أو تخصصهم، وقد يكون من الأسباب الحاجة حيث لا تتوافر القدرات البشرية المؤهلة أو لرغبة البعض في الحصول على مراكز قيادية وظيفية.- ستتبنى كثيرٌ من المدارس الأهلية نظام التعليم الإلكتروني، ويجعله المالكون لهذه المدارس وسيلة دعائية لمدارسهم.- سوف تنشأ شركات ومؤسسات تجارية متخصصة في مجال التعليم الإلكتروني وستعمل على تسهيل تطبيقه في مدارس التعليم العام كما ستعمل على تدريب المعلمين والطلاب على استخدام التعليم الإلكتروني وتقنياته.هذه رؤية مستقبلية للتعليم الإلكتروني في التعليم العام بالمملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس القادمة تقريباً، مع الشعور بالحاجة إلى مراجعتها والتدقيق فيها، وذلك سعياً للوصول إلى الرؤية الأفضل.
مرجع: التعليم الإلكتروني الأسس والتطبيقات للدكتور/ عبدالله الموسى عميد كلية الحاسب الآلي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمشاركة مع الأستاذ/ أحمد المبارك رئيس قسم إشراف الحاسب بوزارة التربية والتعليم، 1425هـ.
أتى هذا المقال من مجلة المعلوماتية
http://informatics.gov.sa/magazineعنوان الرابط لهذا المقال هو:http://informatics.gov.sa/magazine/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=118